والنصر آت من دماء الشهداء والجرحى
موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:
تنزلق الأمور نحو بقعة من السواد، من تلك المادة السوداء التي انتشرت في الأجواء، وتمدّدت لتسمم أكثر من بلد.
هم التكفيريون الكافرون، نعم الكافرون بالإنسان والإنسانية، بالحياة والمبادئ، وباعترافهم شرابهم الدماء، وأنسهم الأشلاء! هم الكافرون الذين باتوا “ينغلون” كديدان الأرض، يتكاثرون ويفرّخون، فينبتون هنا وهناك، وفي كل مكان يمرّون فيه، يتركون خلفهم بصمة الإرهاب، أشلاء طفل، ودماء امرأة. الأبرياء هدفهم الأول، والقتل من أجل القتل، والتدمير من أجل التدمير…
هم التكفيريون الكافرون، ومن منا لا يعرفهم، هم الجرثومة الفتّاكة المتنقّلة بين الناس، لتلسع هذا وتقتل ذاك، هم جرثومة هذا العصر التي باتت كالوباء.
وهم يظنّون أنهم بفعلهم هذا لهم أثر، لهم فعل، لهم قدرة على فعل شيء، وإن وصّف بأحقر الأشياء.
هم يتصورون أنّهم يلحقون الأذى الكبير بالناس وبكل من حولهم، ولكن الحقيقة أنهم لا يؤذون إلاّ أنفسهم، وهم يتحوّلون إلى أشلاء قذرة، لأن الأرض تلفظهم، ولا تحتمل جثثهم النتنة فتتناثر في الهواء.
لو كانوا يدرون… أنّ الحقيقة بعيدة عنهم في فعلهم وفي الوصول إلى أهدافهم، هم مجرّد ابتلاء لأهل الشرف والوفاء الذين كتب الله لهم واسع الجنان، هناك حيث لا عين رأت، ولا أذن سمعت. ومن خلال تلك الأفعال الدنيئة، ترتحل الأرواح البريئة إلى ربّها، لتنال أفضل الجزاء، ويعوّض أهلهم بالصبر والبركات، بركات الشهادة التي تمنحهم العزّ والكرامة والهناء.
هؤلاء الأبرياء الذين يحملون في قلوبهم الطهر والنقاء، كتب الله عليهم أشرف القتل، وهو قتل الشهادة، وليس أي شهادة، إنّها الشهادة التي تُنال على يدي شرار الخلق، الذين يتلذّذون بقتل البشر، ويتفنّون في طرق الإجرام والإرهاب.
هناك أشخاص تاقت أرواحهم إلى العلا، وتعلّقت ببارئها، فكُتب عليها الشهادة، ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا، فباتت الشهادة وساماً يزين صدور الصغار كما الكبار، والنساء كما الرجال، يقبلون عليها بشغف المحب الذي يعرف ما ينتظره.
الحمد لله الذي جعل ابتلاءنا هو الأروع والأمثل.
في كل بلد من بلدان العالم، يتعرض شعبه للإبتلاءات المختلفة، فهنا فيضان ، وهناك زلزال، هنا أمراض وهناك آفات، وكثير من الإبتلاءات التي تحصد أرواح البشر، فهذه طبيعة الحياة، أما نحن فقد ابتلانا الله بأشرف الإبتلاءات، لأننا وضعنا في أشرف مواجهة، مع شرذمة من قوم لا يفقهون، طبع الله على قلوبهم، فعميت أبصارهم، وانتشروا ينشرون الخراب والدمار، والقتل والإرهاب.
الحمد لله على ما ابتلانا به، وهو ناصرنا مهما امتدّ الزمان، فقد وقفنا في وجه أعتى وأشرس عدو وهو العدو الصهيوني، وأقمنا معه توازن الرعب الذي أظهره على حقيقته، على أنه أوهن من بيت العنكبوت، والآن مع هذا العدو الذي لفظه بطن التاريخ، وظهر بأبشع الصور، لن نتعب من المواجهة، فالشهداء يفتحون أمامنا أبواب النصر، وكلما سقط شهيد كلما ازددنا تمكناً وايماناً، ومن عذابات الجرحى، وصبر المؤمنين، نزداد يقيناً أننا سنتصر، هكذا علمنا التاريخ.
هو الطريق الذي علينا أن نمشيه، بكل حب ورضا، وفخر وإيمان وإعتزاز، بكل صعابه وآلامه وجراحاته، هو الطريق الذي سيوصلنا إلى بر الأمان، هو طريق المقاومة.