واشنطن بوست: الصراع على السلطة يهدد تركيا
تحدثت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية فى افتتاحيتها عن الأزمة السياسة فى تركيا، وقالت إن الصراع على السلطة فيها يهدد البلاد، ورأت الصحيفة أن تلك الأزمة يمكن أن يطبق عليها الصفة البيزنطية التى تم استخدامها بشكل مبالغ. فالنيابة وجهت اتهامات لأبناء ثلاثة وزارء فى الحكومة، ورئيس بنك حكومى، وشخصيات أخرى مقربة من حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ورد لأخير بإقالة المدعى العام بسب القضية وأدعى أنها مؤامرة خارجية، وحملت وسائل الإعلام الموالية للحكومة المسئولية لإسرائيل والولايات المتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن خلف هذه الإعلانات الرسمية يوجد صراع معقد ومبهم إلى حد كبير على السلطة بين حزب أردوغان الإسلامى، والحركة الإسلامية التى كانت متحالفة معه سابقا ويقودها فتح الله غولين. وتشير الصحيفة إلى تقارير تتحدث عن أن أتباع غولين المقيم فى أمريكا يشعلون مناصب مهمة فى القضاء والشرطة، ومن خلالها ساعدوا أردوغان على كسر الجيش المغرور. والآن يبدو أنهم يستهدفون بعض من أقرب مساعدى أردوغان. وتمضى الصحيفة قائلة إن أصول الصراع على السلطة محل تكهنات لا نهاية لها، فالبعض يقول إن غولين عارض تناحر أردوغان مع إسرائيل ودعمه القوى للمعارضة السورية، لكن بالنسبة للولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى، فإن المهم أن أردوغان الذى كان يعتبر نموذجا لقائد إسلامى وكان يعامل كحليف مقرب من قبل الرئيس الأمريكى باراك أوباما، يواجه التحدى السياسى بأساليب استبدادية، ومساجلات معادية للغرب. ولو نجحت تلك الأساليب، فإن المؤسسات الديمقراطية التى تعانى من الهشاشة فى تركيا ستواجه مزيدا من التقويض.
ورأت الصحيفة أن نتيجة الأزمة التى يواجهها أردوغان ربما يحددها الناخبون وليس القضاء، فبدأ أردوغان يستعد للانتخابات المحلية فى آذار المقبل، ويسعى إلى التبرئة السياسية. وإذا فاز حزبه، فربما سيمضى فى خططه لزيادة صلاحيات الرئاسة قبل أن يترشح لمنصب فى وقت لاحق هذا العام، فهو لا يخفى خططه للبقاء فى السلطة حتى عام 2023 عندما تحتفل تركيا بمرور 100 عام على تأسيس الجمهورية. وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن تركيا والغرب لن يستفيدوا من هذا التوطيد للسلطة، ودعت واشنطن بوست إداراة أوباما والاتحاد الأوروبى إلى الضغط على أردوغان لاحترام القانون وأن يمنح الشرطة والنيابة الفرصة لتقديم القضية فى المحكمة.