هنا الضاحية … قف واقرأ بسم ربك الذي خلق …
موقع إنباء الإخباري ـ
حسن ديب:
هنا الضاحية، قف،
واقرأ باسم ربك عن الفرق بين ضاحية الله الجنوبية وبين البؤر الأمنية التي تحكم الوطن باسم السلطة تارةً وباسم المال تارةً أخرى.قف واقرأ كيف أن التاريخ وُلد في الضاحية وأن الجغرافيا صنعت في الضاحية وأن الحياة في لبنان وان كُرمت، فإن شهادة ميلاد كرامتها سجلت في الضاحية.
هنا الضاحية، قف واقرأ باسم ربك الذي خلق…
قف واقرأ كيف أن الإنسان في هذه البقعة الجغرافية البسيطة خط بيديه تاريخ البطولة ورسم بدمه خريطة الوطن وأعطى للبنان أكثر مما أخذ …
قف واقرأ في ضاحية الله أن الحق هو عنوان كل شارع، وأن العزة هي بداية كل شارع، وأن الكرامة نهاية كل شارع، وأن المجد إذا ما أضعته يوماً لوجدته في الضاحية على رصيف كل شارع.
هنا الضاحية قف واقرأ بسم ربك الذي خلق…
كيف اجتمع الآلاف من الناس في استقبال سعادة في العام 1947 ليسمعوا قوله بأننا قوم نحب الحياة لأننا نحب الحرية ونحب الموت متى كان الموت طريقنا للحياة .
قف واقرأ باسم ربك الذي خلق …
كيف سطرت البطولة في في شوارعها وكيف أسقطت اتفاق العار اتفاق 17 أيار الذي أراد به أمين الجميل الذهاب بلبنان نحو استسلام لليهود …
قف واقرأ كيف أُعلن من الضاحية قيامة المقاومة مع إطلاق عملية الشهيد بلال فحص وكيف أصبحت الشهادة شعار الحياة في بيئتها …
قف واقرأ باسم ربك الذي خلق …
إن في ضاحية الله الجنوبية لا مكان سمّي على اسم مستعمر ومحتل وعميل، فإنما تعرف المناطق بإسم أبطالها…
هنا الضاحية، قف واقرأ…
في ضاحية الله حيث تجتمع عيون العالم أجمع لتعرف سر صمودها وكبريائها وعنفوانها، تجتمع لتسأل كيف يقدم سيد المقاومة ولده البكر شهيداً على مذبح النضال…
قف واقرأ كيف خرجت منها قوافل الشهداء وكيف زيّنتها دماء السيد عباس الموسوي وكلمات الشيخ راغب .
قف واقرأ باسم ربك الذي خلق …
كيف تمرّدت عمامة الإمام الصدر على قصور أمراء الطائفية وكيف انتصرت دماء الحاج رضوان على تكنولوجيا يهود الخارج وعمالة يهود الداخل …
هنا الضاحية قف واقرأ باسم ربك الذي خلق …
قف واقرأ أسماء رجال الله المرابطين على الثغور، قف واقرأ عنوان أم الشهيد التي نثرت الورود فرحاً بنبأ الشهادة،
قف واقرأ بأن الضاحية هي ضاحية الله وسيف الإمام ونور زينب وعاصمة الحسين…
هنا الضاحية قف واقرأ…
اسم الشرف موشوم على جباه أبناء المقاومة المكلفين بحماية مداخلها من كل يدٍ غادرةٍ تحاول زرع الفتنة وضرب قلب النضال..
هي الضاحية التي لا يناصبها العداء إلا كافر ولا ينصرها إلا مؤمن…
هي الضاحية التي حمل عليها يهود الداخل من ساسة ومرتزقة الأقلام ممّن سخرتهم السفارات لضرب المقاومة ..
هي الضاحية التي لم يصل ما يسمّونه فيها من أمن ذاتي إلى الحد الأدنى من الأمن الذاتي الذي ينتهجه أهل السلطة والمال في لبنان..
اين الأمن الذاتي في الضاحية من أمن صاحب الفخامة الذي تقفل له المدن والطرقات فقط لأجل موعد على غداء…
أين هو من أمن الميقاتي الذي أعلن قصره منطقة محظورة على اللبنانيين، إلا شادي المولوي دامت لحيته…
اين هو هذا الأمن الذاتي من أمن قريطم الذي يتبع امنياً لعوكر وبندر …
أين هو من مختارة البيك ومعراب العميل ومجدليون الست التي أصدرت أمرها بفتح الطريق إبان معركة الجيش مع الأسير وزبنايته لأنها على موعد مهم، لتخرج ومعها أسيرها وفنانها التائب …
أين هو أمن الضاحية من مواكب ابن الوزير وأم الوزير وأخت الوزير …
اين هو من أمن ابن صاحب الفخامة الذي أقفل جامعة بأكملها فقط لأنه شربول المدلل …
هي الضاحية… ضاحية الله الجنوبية التي رفضت بأن تتشبه بكل هذه المظاهر المقرفة الموبوءة.. هي الضاحية التي تعاقب اليوم لأنها صنعت المقاومة وحمت المقاومة وقدمت الشهداء على طول الطريق ولم تزل…
هي الضاحية قف، واقرأ باسم ربك الذي خلق…
بأنها تعاقب لأن ذنبها أنها أحبت المقاومة وسيدها وعمادها ولأنها آمنت بأن الأرض لنا وفلسطين لنا والشام لنا …
هنا الضاحية التي لم تقهر لأنها مصنع الرجال ومنبع الكرامة، ولن تقهر لأنها على يقين بأن النصر ما هو إلا صبر ساعة …
هنا الضاحية قف، واقرأ باسم ربك الذي خلق…
قف واقرأ إنه هنا أرض الإنتصار…
هنا ضاحية الله الجنوبية …