هل يستغل اردوغان داعش لتوسيع صلاحياته الرئاسية؟!
شيئا فشيئا يبدو ان تركيا تذهب بعيدا في تنفيذ مشاريع تبنتها منذ بدء الحرب على سوريا. لتدخل مؤخرا في مرحلة تغيير الاولويات والاليات التي فرضتها المتغيرات في المنطقة وعلى الساحة التركية الداخلية. ومن ضمن هذه الاولويات المتغيرة اعلانها بدء عملية عسكرية كبيرة ضد جماعة داعش في شمال سوريا.
وقال مولود شاويش اوغلو وزير الخارجية التركي : نحن الان ندرب المعارضة المعتدلة مع الولايات المتحدة وسنبدأ قريبا معركة ضد داعش على نحو فعال جدا عندها الارض ستكون امنة للمعارضة المعتدلة.
هذه المعركة التي اعلنتها تركيا تشير الوقائع الى انها تنبع من متغيرات في سياساتها تجاه ما يحصل على الحدود. حيث تقول التقارير ان مجريات الميدان في الاشهر القليلة الماضية شمال سوريا زادت منسوب القلق لدى الاتراك. خاصة من ناحية تقدم وحدات حماية الاكراد في اكثر من منطقة. فالاكراد باتوا يسيطرون على نحو نصف الحدود بين تركيا وسوريا. يضاف لذلك انشاء ادارات محلية في بعض المناطق ما وضع انقرة امام حتمية ايقاف مسلسل التقدم الكردي في وجه داعش.
وهنا يربط المتابعون هذه التطورات بالعمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني. عمليات اعلنت تحت عنوان ضرب داعش غير ان ما طال الجماعة الارهابية اقل بكثير مما تلقته مواقع حزب العمال في شمال العراق.
ويضيف المتابعون ان عملية انهاء الهاجس التركي بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان تمتلك ثلاثة ابعاد. حيث يتمثل الاول بحزب العمال الكردستاني الذي دخلت عملية انهائه مرحلة التنفيذ ليبقى البعدان الاخيران المتمثلان بانهاء القلق الكردي في شمال سوريا واحباط عودة الاكراد القوية الى الساحة السياسية في البلاد بعد الانتخابات الاخيرة.
وعليه سيكون انجاز البعد الثاني في شمال سوريا منضويا تحت اعلان انقرة الحرب على داعش. بحيث ان انهاء وجود داعش على طول الحدود الجنوبية هو نتيجة لتغير المعادلات في المنطقة كما انه سيقدم خدمة لاردوغان تحت مسمى المنطقة العازلة بتخليصه من الهاجس الكردي. وهو ما يتقاطع مع فتح قاعدة انجيرليك الجوية امام الطائرات الاميركية لشن غارات على مواقع داعش. ليتكفل هو شخصيا باتمام البعد الثالث من خلال دعوته لانتخابات مبكرة يامل ان تؤدي الى استبعاد الاصوات الكردية من اروقة البرلمان تمهيدا لاكمال مشروعه بتوسيع صلاحياته كرئيس للبلاد.