هل يتحرك الجنرال ضد الميوعة والتآمر

 

Lebanon_army_aml-90_1024_001

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

تستمر فصول التراجيديا الدموية المفروضة على طرابلس والشمال وتقف السلطات اللبنانية مشلولة عاجزة بينما يورط الجيش اللبناني في بؤرة استنزاف خطيرة لسمعته ولهيبته ولدماء الضباط والجنود .

أولا لا يهم من أشعل الجولة الأخيرة ولا يهم الجدل في المسؤولية عن حرائق المدينة وعن آخر عملية قنص وعن آخر قتل جماعي تعرض له أبناء التبانة او جبل محسن ولا فرق طالما الضحايا هم البسطاء الذين تسرق أعمارهم وأرزاقهم وحياة أبنائهم أمام عيونهم وسائر أبناء المدينة ومجتمعها المدني المخطوف على يد عصابات المرتزقة والتكفيريين متعددي الجنسيات الذين أقام لهم الحريريون مقرات ومربعات أمنية وجارتهم الجماعة الإسلامية وجماعات طرابلسية كثيرة في “كرم الضيافة” لقاء الأجر السعودي الخليجي المدفوع سواء بيد ضباط المخابرات الزوار او الوارد من جمعيات ومن دعاة لترويج التكفير الوهابي وصنوه القتل والإرهاب الدموي في سوريا ولبنان والعراق .

للبداية اسم وعنوان هو شادي المولوي الإرهابي المطلوب الذي سخرت له السيارات الحكومية والصالونات الفخمة ، وللبداية اسم وعنوان هو أفواج الشمال بقيادة عميد حمود مسؤول ميليشيات المستقبل والمنافس الحالي للواء المتقاعد أشرف ريفي الباحث عن زعامة بواسطة تجمعات المسلحين الذين تكشفت علاقته الحارة بهم من زمن المديرية العامة للأمن الداخلي التي لاحت في تقارير إعلامية كثيرة شبهات عن تواطئها مع المرتزقة ومع التجمعات الإرهابية متعددة الجنسيات التي أقامت مقرات في لبنان بحماية فرع المعلومات وتردد ان سيارات الدرك نقلت بعضا من قادتها الأجانب من المطار إلى الشمال وعرسال واليافطة العريضة كانت جهارا هي المشاركة في الحرب على سوريا واللواء المبجل ظل يحتفظ بمرسليه إلى الشام ورسائله لم تنقطع عن مقرات بعض الفروع في دمشق لكنها غواية الزعامة في سباق التطرف الطائفي والدموي منذ بيان “التنانير” الشهير وقد فاقم المشكلة ورود اسمه مرشحا لرئاسة الحكومة من بندر مع ما تردد عن موازنة خاصة كبيرة لزوم العمل الرعوي ( أي تنظيم الرعايا للأمير المفوض ).

ثانيا للبداية ملف جرى إخفاؤه والتستر عليه اسمه لطف الله 2 وللبداية اسم آخر وعنوان آخر هو تهريب المسلحين إلى سوريا بسيارات نواب وبسيارات الأمن الداخلي وعبر ممرات محروسة تواطأ فيها ضباط وضباط بالبزات الرسمية في اكثر من جهاز شاركوا بتهريب السلاح والمسلحين وحموا المهربين وبعض المسلحين الذين أرسلوا محاصرون حاليا في قلعة الحصن بمحافظة حمص وقتل بعضهم في معارك القلمون وغيرها وهذا التورط المسلح سبقه عقاب صقر بالتورط في خطف الزوار وشحن الأسلحة إلى إدلب لصالح قادة عصابات كانوا في حضن الحريري منذ تواجدهم في لبنان حيث جرى تجنيدهم من سوكلين إلى الثورة البندرية وصاروا زعماء لجماعات إرهابية في سوريا كما تقول بعض المعلومات ، وكان للمعلومات فرع تورط في سوريا وتورط في حماية الزمر المسلحة التي تخطف طرابلس وتحاول منذ سنتين ونصف ان تشعل حربا دموية مذهبية في قلب المدينة .

إن كان من جهة مسؤولة عما يجري فهي سعد الحريري وحزبه الحاضن لعصابات المرتزقة وإن كان من جهة اخرى فهي السلطات اللبنانية المائعة الواقعة تحت ابتزاز الجماعات الإرهابية والتي راعت الطلبات الخليجية بحماية الزعران والتكفيريين لزوم العدوان على سوريا وقد تضخموا في الحضن اللبناني وتورموا وباتوا لغما قاب قوسين من انفجار قاتل ومدمر شاركت في تهيأته ميوعة السلطات اللبنانية التي أغمضت عينيها بالتطنيش والتجاهل وبالإنكار الغبي لأصل المشكلة .

ثالثا إن الخطر الأكبر في ما يجري من أحداث هو الاستنزاف الذي يتعرض له الجيش اللبناني ويدفع كلفته المادية والمعنوية وهذا رصيد يجب ان يمنع المتآمرون والمائعون معا من التصرف به ومن إهداره في لعبتهم السوداء الدموية .

قيادة الجيش هي الجهة المطالبة بقرار حاسم دون انتظار أحد وهي الجهة القادرة على المبادرة لأنها تستطيع حسم الأمور والتصرف بموجب التفويض القانوني والدستوري بحفظ الأمن والسلم الأهلي في البلاد من غير انتظار أي قرار أو طلب وما شهدناه الليلة الماضية تلفزيونيا يدمر الهيبة بتحويل الجيش إلى شاهد زور على فجور المرتزقة المدججين في شوارع المدينة ومحاورها .

على قائد الجيش أن ينذر الجميع بانتشار وحدات عسكرية مقاتلة في جميع الأحياء والشوارع والبلدات الشمالية بدون استثناء تحت طائلة إطلاق النار وينبغي ضبط أداء الضباط المسؤولين بعيدا عن محاباة أي من الجماعات المسلحة سواء في جبل محسن أم في التبانة ويفترض تضمين القرار تفكيك مربعات النصرة وعصابة الجيش الحر وغيرها من الأوكار وتوقيف أي مسلح لبناني رهن التحقيق أما غير اللبناني فترحيله فورا بعد تسليمه للأمن العام وفقا للأصول وبعد استجوابه ومحاكمة من ينبغي منهم … فهل يعلن العماد قهوجي محافظتي الشمال وعكار منطقة عمليات عسكرية ويتصدى للميوعة الرسمية انطلاقا من تفويضه الدستوري والقانوني بحماية السلم الأهلي ؟ ولا لزوم لحشر طموح رئاسي في هذه المحنة فيكفي الجنرال قهوجي أن يكون منقذا للبلد من حمام دماء خطير وحاميا لسمعة الجيش وهيبته وهذا واجبه الوطني كقائد للجيش والباقي علمه عند الله فمن يعلم ؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.