هل تفزع القنبلة النووية السعودية.. ايران؟
تسارع الاحداث في المنطقة وديناميكية الديبلوماسية الايرانية وصحوة الدب الروسي، لن يطول انتظار نتائجها وتبعاتها كثيراً على المستويين الدولي والاقليمي.
ومع ان المستوى الدولي لن يشهد الكثير من التغييرات بسبب طول الارهاصات التي انهت عالم القطب الواحد وبوادر ظهور عالم كمتعدد الاقطاب، فأن المشهد الاقليمي سيكون مختلفا جداً خلال السنوات القادمة. مشهد يشارك فيه اكثر من محور وتكتل متداخل:
المحور الاول: المقاومة
هذا المحور الذي تقوده ايران ويتألف من دول وتنظيمات مؤثرة في الواقع الاقليمي، يتشارك فيه العراق وسوريا وجزء اساسي في لبنان(من مختلف مكوناته الطائفية) وقطاعات واسعة من الحراك السياسي في اليمن والشعب البحريني والفصائل الفلسطينية المقاومة ولربما حماس لاحقاً، مع الحرص على عدم اعلان الوجودات الافغانية المتعاطفة مع هذا المحور.
كما يحظى هذا المحور بدعم غير معلن من قبل الجزائر والسودان واريتريا وغيرها.
هذا المحور الذي يراهن على وعي الشعوب وقيمها التحررية يمتلك رصيدا جماهيريا ضخما متنوع من حيث مكوناته، بين مسلمين ومسيحيين، ومذاهب اسلامية متنوعة، وتيارات فكرية اسلامية وعروبية واشتراكية وحتى ليبرالية.. لذلك كان مخطط المحاور المناوئة دق اسفين بين قواعد هذا المحور من خلال عناوين مذهبية وطائفية وفكرية وقومية في جهد واضح لتفتيت هذا المحور على مستوى الوعي الجماهيري والقواعد الشعبية.
المحور الثاني: المحور البراغماتي
ويقتصر هذا المحور على بلدين، هما: تركيا وقطر وتشاركهما فيه حكومة اقليم كردستان العراق.. وفيما سعت تركيا وقطر خلال السنوات الماضية لتشكيل محور فاعل في المنطقة بمشاركة تنظيمات الاخوان المسلمين في المنطقة، الا ان فشل العدوان على سوريا وصمود محور المقاومة من جهة، وسقوط النظام الاخواني في مصر وتلكؤه في تونس من جهة اخرى، وايضا صراعه مع المحور السعودي حول تمثيل المخطط الاميركي في المنطقة من جهة ثالثة، حال دون نجاح مشروع هذا المحور الذي يحاول اصحابه الابقاء على علاقاتهم مع جميع المحاور الاخرى، دون الدخول في صدامات مباشرة.
وهدفهم الدائم: التقرب للغرب، دخول الاتحاد الاوربي بالنسبة لتركيا والمحافظة على السلطة بالنسبة لقطر، والمكاسب المادية.
المحور الثالث: الرياض ـ تل ابيب
في هذا المحور تتولى السعودية التصدي المباشر له بمشاركة مباشرة من اسرائيل والامارات والاردن والمغرب والكويت والسلطة اليمنية والسلطة الفلسطينية والسلطة البحرينية وحكومة الناتو الليبية الفاشلة وتيار 14 آذار في لبنان، وبالاستفادة من بعض القدرات الباكستانية والمجموعات الارهابية السلفية من جاكرتا الى طنجة!
شعار هذا المحور: هو التصدي للعدو الايراني ومحاولة الاستفادة من مشروع المحور البراغماتي بوجهته الطائفية وفرض تسوية في فلسطين واقصاء اي تحرك ثوري وحداثوي ومطالبة بمشاركة حقيقية في السلطة وتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد الاميركي.
وبعد فشل مشروع المحور البراغماتي على صخرة الصمود السورية، اصبحت المواجهة سافرة بين المحورين الاول والثالث، الى حد ذهب فيه السعوديون للحديث عن قنبلة نووية باكستانية مشتراة سعودياً لمواجهة ما يصفونه بالتوسع الايراني، بسبب تقدم المفاوضات الايرانية مع مجموعة 5+1 حول الملف النووي السلمي وامكانية رفع بعض العقوبات عن طهران! في خطوة هي اقرب للتهريج منها الى الواقع..
فما الذي ستضيفه القنبلة النووية السعودية غير انها تمنح طهران حقا اضافيا في برنامجها النووي السلمي؟!
ولو كان السلاح النووي رادعا امام سياسة ايران الخارجية، التي تستخدم القوة الناعمة في نشر قيمها، للجمتها مئات القنابل النووية والكيميائية الاسرائيلية!! فما الجديد الذي ستأتي به قنبلة ال سعود اليتيمة؟!
ان الموقف السعودي الانفعالي والذي تجلى في الغاء خطاب الامم المتحدة ورفض عضوية مجلس الامن والاعلان عن تشكيل “جيش الاسلام” في سوريا والرسائل الدموية التي ارسلتها عصابات “بندر” من طرابلس بلبنان وسراوان شرق ايران والهجوم على الحوثيين في دماج والتفجيرات اليومية في العراق وبيان “داعش” في ولاية يزيد وعبد الله بن عبد العزيز واستعداء الامام الحسين(ع) ينتظر قشة لتقصم ظهر البعير النجدي، قشة واحدة هي مداد التوقيع على ورقة تفاهم اميركية ايرانية، او تغيير محتمل في هرم السلطة السعودية بسبب هرم رجالاتها وشيخوختهم!!
ولكي لا نذهب بعيداً، يرى البعض ان كل هذا الانفعال هو رسائل غرام للقيادة الايرانية ولكن بلغة سكان الربع الخالي وادبيات المطاوعة الوهابية!! الذين رفضت غرامهم طهران الى الان.. ويضيف العارفون ان طهران التي صبرت ملياً على سياسات السعودية وحليفاتها تريد ان توقع ما سماه نتنياهو “صفقة القرن” وتمرغ انف البعير السعودي والاماراتي في الوحل.. ولربما هذا تفسير رد عراقجي على اصوات مشاركة الخليجيين في المفاوضات النووية!! بان العرب ليسوا من مجموعة 5+1..
هكذا الرد ببساطة.
موقع قناة العالم ـ
علاء الرضائي