هل تطمئن قلوب أهالي العسكريين المختطفين؟
أيامٌ معدودة مرّت عليهم كأنها دهر. ساعات ثقيلة موجعة، لا يزال أهالي العسكريين المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) يعيشونها، وكلّ الأمل بخبر رسمي يُثلج قلوبهم في القريب العاجل.
نهار الاثنين الماضي، تمّ استدعاء الأهالي إلى المديرية العامة للأمن العام، فذهبوا “مرتاحين” على حدّ وصف حسين يوسف (والد العسكري المخطوف محمد يوسف). في حديث لـ “لبنان24” يُخبر أنه “منذ مدّة زمنية قصيرة، وُضعنا في أجواء تفاؤلية على أساس معطيات جديدة عن دخول وسيط لحلّ هذه القضية العالقة. وحين اسُتدعينا الى المديرية ظننا أننا سنحصل على معلومات في هذا الاطار، لكن فوجئنا بعد مقدمة تمهيدية، بضرورة إجراء فحص الحمض النووي”.
لا يخفي يوسف امتعاضه مما حصل، إذ يكشف أنه قال للواء عباس ابراهيم معاتباً “هذا الأمر كان يجب أن يتمّ منذ البداية، فتكون العيّنات حاضرة لمطابقتها. أما أن يوضع الأهالي في هذه التجربة بعد مرور هذا الوقت، فإنه شيء محزن وينمّ عن تقصير ما”.
على أي حال، يؤكد يوسف أن الأهالي “سرعان ما امتصوا الصدمة وسلمّوا بالأمر، ويأملون سماع خبر يثلج قلوبهم”.
حتى الساعة، لا خبر رسمياً مؤكداً ولا نتائج قد صدرت بعد. “بعد جولة الإشاعات والتسريبات التي استمرّت طوال هذا الأسبوع، ما عدنا قادرين على التمسّك بأي معلومة ما لم تكن صادرة عن قيادة الجيش أو مديرية الأمن العام”، يقول يوسف كاشفاً عن احتمال صدور النتائج بعد يومين أو أسبوع كحدّ أقصى.
“العتب على قد المحبة”، يضيف راجياً الاعلاميين والصحافيين التعاطي مع الموضوع بشكل حذر وشفاف. “ما كنت أحذر منه وأتخوّف من حدوثه قد حصل، فبسبب الشائعات أصيبت والدة العسكري علي المصري بذبحة قلبية. الحمدالله، تعافت واستعادت صحتها بعدما أدركت ألن لا صحة في ما يُشاع. الإعلام واكبنا ووقف بصفنا وأنصفنا، لكن رجاء المطلوب بعض التروّي والحذر، لأن الأمهات ما عدن يحتملن”.
أمس، احتشد الأهالي في ساحة رياض الصلح متحملين الخوف والبرد والقلق، منتظرين صدور النتائج التي قيل انها ستصدر الجمعة. هذا لم يحصل طبعاً، “لكننا على تواصل دائم مع اللواء ابراهيم ونحن نتفهم أن الجهات الرسمية لا تستطيع الكشف عن أي معلومة ما لم تكن محسومة ومؤكدة ونهائية”.
“الله يقدرنا لنتحمل هالوقت بعد”، يصلي يوسف. الأمل في القلوب تصل نسبته الى 90% بحسب ما يقول. “منطقياً، لا يمكن أن نصدق أن التنظيم سيتخلّى عن هذا “الكنز” بهذه السهولة والغموض، فيترك العسكريين في مغارة مجهولة، كما قيل”. سرعان ما يتخوّف يوسف من معطيات مجهولة قد تكون غائبة عنهم، فيصدق الاحتمال الأسوأ.
لكنه يعود سريعاً ألى التمسك بالأمل على رغم كلّ الألم الذي يمزق القلوب. يختم شاكراً كلّ من يتابع هذه القضية بشفافية وصدق، مرسلاً رسالة دعم إلى كل جندي واقف على الحدود أو في أي جبهة أخرى.