هل بتنا نعيش في عصفورية؟
جريدة البناء اللبنانية-
عمر عبد القادر غندور:
في استعراض سريع لأهمّ التطورات في لبنان في الساعات الماضية، تتوضح أمامنا النتيجة التالية:
ـ لامس سعر الدولار الـ 27.000 في السوق السوداء.
ـ قيام «شبح» بلملمة آلاف الدولارات من السوق.
ـ قرّر البنك المركزي خفض توفير الدولار على المواد الأساسية ومنها المحروقات، ما سيسمح بقفزات جنونية لمعظم الأسعار.
ـ رفع سعر الصرف للحسابات بالعملات الاجنبية من ٣٩٠٠ الى ٨٠٠٠ ليرة، والخلاف لا يزال قائماً حول سعر الدولار الطلابي.
ـ بات واضحاً استفراد حاكم البنك المركزي رياض سلامة برسم السياسات المالية وإقفال أذنيه عن سماع رأي غيره، ما يفيد انّ الرجل ينعم بغطاء من السلطتين السياسية والتنفيذية !
ـ مقابل هذا الاهتراء يقف رئيس الجمهورية عاجزاً عن الفعل، سوى مطالبته أمانة سر مجلس الوزراء بإيداعه محاضر اجتماعات التفاوض مع صندوق النقد الدولي، ترجمة لصلاحياته.
ـ انقسام عمودي وأفقي في سلك القضاء.
ـ أصدر المحقق العدلي بانفجار المرفأ طارق البيطار مذكرة اعتقال بحق النائب علي حسن خليل، وردّ مدير قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان برفض التنفيذ.
ـ حذرت جهات نافذة من مغبة التعميم الذي صدر عن حاكم المصرف المركزي وانعكاساته السلبية في الوقت الذي يفاوض فيه لبنان صندوق النقد الدولي.
ـ التحذير من استمرار تعطيل مجلس الوزراء، ما ينعكس سلباً على الإدارات العامة ومصالح المواطنين والقطاع الخاص، ومصير زيادة تكاليف النقل والمساعدة الشهرية المقرّرة ولا نتحدّث عن البطاقة التمويلية الملتبسة.
ـ انتهاء اجتماع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في بعبدا الى عدم التوصل الى حلول أو شبه حلول للأزمات المتوالدة، ما جعل الرئيس ميقاتي يغادر القصر ولا يصرّح بأي شيء.
ـ ازدياد العجز الى نحو سبعة مليارات دولار في كلّ عام وهو رقم لا تتحمّله الدولة ولا مصرفها المفلس حتماً.
ـ ولا نتحدث عن معضلة الاستيلاء على أموال المودعين في المصارف، ولا عن الأزمات الغذائية والدوائية والاستشفاء والكهرباء والنفايات ولا عن جائحة كورونا ومتحورها الجديد، ولا عن الاهتراء والفساد في الإدارات العامة، ولا تدبّر في عواقب الأمور، ولا عن الأفق المسدود وانعدام الحلول حتى الترقيعية منها، ما يعني انّ المواطنين صاروا حفاة عراة متروكين للأقدار يعانون العنت وهو الشدة ولا دولة ترعاهم ولا من يسأل عنهم في بلد يحتضر وهو أقرب ان يكون عصفورية في أحسن الحالات.