هل أوقف قناص عديسة حرب غزة؟
كشف ملحق عسكري لإحدى السفارات الغربية في بيروت، معلومات تفيد بأنّ حكومته تلقت عبر وحداتها العاملة في الـ»يونيفيل»، ما يؤكد أنّ أحد أسباب التجاوب «الإسرائيلي» مع وقف النار، على رغم المناخات التي عصفت بالحكومة «الإسرائيلية» نحو الرفض، كان ما جرى على الحدود مع لبنان، عشية وقف النار والقبول «الإسرائيلي»، فالصاروخ المنطلق من الجرمق يختلف في دقة تسديده عن كلّ ما سبقه من صواريخ، وإصابته في كريات شمونة أحد المنازل المستخدمة من جانب جنود الاحتلال، تزامنت مع ظهور قنّاص محترف في تلال بلدة عديسة الجنوبية، سدّد طلقة واحدة أصاب بها رأس عقيد في لواء النخبة جولاني وأرداه قتيلاً، وأنّ الردّ «الإسرائيلي» بقصف فوري لمحيطي إطلاق الصاروخ وصدور طلقة القنص، لم يحقق أيّ نتائج عسكرية، لسرعة تخفّي وتمويه العملين، مما أوصل القيادة العسكرية والسياسية في «إسرائيل» إلى الاستنتاج أنّ رسالة واضحة ومحترفة وراء العملين، تقول إنّ لبنان سيكون مصدراً لعمل كبير ما لم تقبل «إسرائيل» بوقف النار، ولذلك حرّكت «إسرائيل» طيران الاستطلاع والبوارج الحربية للتحقق من وجود حركة غير طبيعية، لكن ما زاد من قلقها أنها لم ترصد شيئاً على مستوى ما تتاح مراقبته ليلاً، والرسالة التي سرّعت وفقاً للمعلومات الغربية بقرار وقف النار لم يحسم مصدرها عند «الإسرائيليين»، بين أن تكون المقاومة اللبنانية قرّرت ترجمة مضمون ما قاله قائد المقاومة عن فعل أيّ شيء ضروري في وقته لمساندة المقاومة الفلسطينية، التي ربما تكون حرب الاستنزاف قد أتعبت شعبها إنْ لم يتعب مقاوموها، أو أن تكون قوة فلسطينية محترفة تستفيد من تسهيلات مميّزة من علاقتها بحزب الله، كحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين هي من نفذ العملين، ودرست «إسرائيل» الردّ وحجمه، وعلمت أنها إنْ قامت بردّ قاسٍ ومؤلمٍ في جنوب لبنان فستضع نفسها في وكر دبابير لا تعرف كيف تخرج منه، وإنْ تجاهلت الرسالة، فالتكرار في المرة المقبلة قد يأتي أشدّ إيلاماً، لكنه أشدّ حرجاً، لذلك كان الخيار القبول الفوري بوقف النار.
صحيفة البناء اللبنانية