هكذا أوقف نعيم عباس
صحيفة السفير اللبنانية –
غاصب المختار :
قالت مصادر أمنية رسمية مسؤولة لـ«السفير» إنه بعد توقيف الشيخ عمر الأطرش، اعترف أنه كان يتعامل مع شخص يدعى نعيم عباس وقال إنه يملك محلاً لتصليح السيارات، وكان يتسلم مني السيارات والأفراد في نقطة قريبة من الطريق الجديدة، مؤكداً أن عباس ليس لبنانياً تبعاً للكنته.
تضيف المصادر أن مخابرات الجيش وضعت كل محال تصليح السيارات في الطريق الجديدة ومحيطها، بما في ذلك صبرا وشاتيلا، قيد المراقبة الدائمة منذ اعتراف الأطرش بتعاونه مع عباس، وفي الوقت نفسه، تمت الاستعانة بعشرات المخبرين الموزعين بين الجنوب (تحديداً عين الحلوة) وبيروت (الطريق الجديدة ومحيطها)، وجاءت أول إشارة تفيد بأن عباس موجود في عين الحلوة، وبعد ذلك تم رصد انتقاله من المخيم باتجاه العاصمة، وتقاطع ذلك مع رصد اتصالات عمليات تواصل بالبريد الالكتروني، كان أخطرها الاتصال الذي ورد من أحد قادة «كتائب عزام» في دولة خليجية، يطلب فيها من إحدى المجموعات في البقاع الشمالي (قرب الحدود مع سوريا) تنفيذ عمل ما في أقرب وقت ممكن، وكان جواب المجموعة أنها تعاني من تضييق الخناق عليها وتمت الاستعانة بمجموعة أخرى في العاصمة وشكت أيضاً من التضييق، وكان الجواب بأن فتشوا عن طرق أخرى. المهم أن تفعلوا شيئاً وبأسرع وقت ممكن.
وأشارت المصادر إلى أنه تم رصد حركة نعيم عباس، وتم تحديد نقطة وجوده في بناية الشاعر في منطقة الطريق الجديدة، فقامت وحدة من مخابرات الجيش بعمل أمني استباقي حيث دهمت شقة عباس ولم تعثر عليه (في الطبقة الثانية) ليتبين أن هناك مجموعة من ثلاثة أشخاص في المبنى نفسه تم توقيفها مع مستندات ووثائق وجهاز كومبيوتر، وتبين أن عباس كان يحاول الهرب من سطح المبنى، فقبض عليه في عملية كانت نظيفة أمنياً بالكامل.
تضيف المصادر أن عباس اعترف سريعاً بسيارة «راف فور» في احد مواقف كورنيش المزرعة كانت مجهزة لتفجيرها في مبنى «المنار» في بئر حسن، وأقر بالتحضير لإطلاق صواريخ في اتجاه الضاحية الجنوبية أثناء إقامة مهرجان القادة الشهداء الذي يتحدث فيه عادة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله.
وذكرت المصادر نفسها أن عباس اعترف بضلوع شخص آخر معه يتولى مهمات لوجستية أساسية كالنقل وسواه، ويسهل مرور المواد والامور المتعلقة بالتفجير بحكم موقعه الأمني، وقال إن هذا الشخص هو عنصر في قوى الأمن الداخلي ويدعي ح.ع من البقاع ويسكن في منطقة إقليم الخروب، فطلبت مديرية مخابرات الجيش من فرع المعلومات في قوى الأمن توقيفه، وتبين أنه مفروز لحراسة «بيت الوسط» للرئيس سعد الحريري، فتم توقيفه وخضع لتحقيق مطوّل لدى فرع المعلومات حيث تبين أنه تلقى قبل عشرة أيام اتصالاً من عباس لشراء سيارة مرسيدس قديمة، لكن ح.ع. لم يتفق مع عباس على السعر، وبادر إلى تسجيل المكالمة بينه وبين عباس جرياً على عادته في تسجيل كل المكالمات التي ترده. وتبين لاحقاً أن لا علاقة لهذا العنصر بالعمليات الإرهابية التي جرت أو يتم الإعداد لها وفق فرع المعلومات، بينما تحدثت معلومات أمنية أخرى عن تورطه.
وقالت المصادر إن عباس اعترف أيضاً أنه هو من جهّز انتحاري «فان» الشويفات وهو مواطن سوري كان يقطن في الطريق الجديدة، وأنه طلب منه التوجه الى سيّار درك عرمون لتفجير نفسه هناك، علماً ان السيّار يخضع لعملية تأهيل وبناء وهو يستخدم جزئياً ولا قوة امنية كبيرة فيه، وقد انطلق من الطريق الجديدة الى خلدة ومن هناك طلب من سائق التاكسي (الشيخ السلفي الذي تم توقيفه ثم اطلق سراحه) نقله إلى عرمون قبل ان يشتبه به السائق ويختلف معه ومن ثم نزل من السيارة ليستقل الفان الذي كان يقوده شاب من آل مشيك.
وأوضحت المصادر أن عباس أقرّ أيضاً بوجود مستودع يستخدمه مع مجموعته في بلدة السعديات في ساحل إقليم الخروب، فتم دهم المستودع وعثر بداخله على صواريخ «غراد» وأحزمة ناسفة وبودرة عبوات ناسفة ومعدات لتزوير بطاقات هوية ومستندات سيارات واختام.
اما بالنسبة إلى السيدات الثلاث اللواتي تم ضبطهن وهن ينقلن سيارة مفخخة بين عرسال واللبوة وهن هـ.ر. وج.ح. وخ.ع.، فقد تبين أنهن كن ينوين تسليمها إلى نعيم عباس على أن يحدد هو الهدف، بعدما كان قد جهز الانتحاري وهو سوري الجنسية يجري البحث عنه حالياً.