هجوم بنغازي يهدد هيلاري
صحيفة الخليج الإماراتية ـ
واشنطن – حنان البدري:
يبدو أن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ستكون أول من يدفع ثمن هجوم بنغازي، حيث صعد الجمهوريون عشية المناظرة المتوقعة بين نائبي مرشحي الرئاسة الأمريكية من استراتيجية الهجوم على المنافس الديمقراطي، وذلك في جلسة استماع بمجلس النواب ذي الأغلبية الجمهورية للنظر في قضية مقتل السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين آخرين في بنغازي، بهدف تحميل إدارة أوباما وتحديداً وزارة الخارجية المسؤولية، بالتقاعس عن الاستجابة لطلبات قدمها موظفون بالوزارة لزيادة القدرات الأمنية بالبعثه الأمريكية في ليبيا .
ولم تحضر وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون هذه الجلسة لمواجهة أسئلة النواب الغاضبين الذين يتزعمهم النائب الجمهوري داريل عيسي والذي قام بإرسال خطاب شديد اللهجة لكلينتون الأسبوع الماضي، يسألها فيه عن أسباب عدم توفير تحصينات أمنية إضافية للدبلوماسيين في البعثة، وشكك في رسالته في ما حاولت إدارة أوباما إشاعته عقب الحادثة بأن الهجوم كان جزءا من احتجاجات عفوية عامة من قبل ليبيين على الفيلم المسيء، وذلك في إشارة إلى تصريحات سابقة لسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، التي قالت إن الهجمات كانت على ما يبدو نتيجة لاحتجاجات مناهضة للولايات المتحدة التي خرجت عن نطاق السيطرة .
وقالت وزارة الخارجية إن لجنة مراجعة، بقيادة توماس بيكرينغ الدبلوماسي المتقاعد، تعمل على الإجابة عن هذه الأسئلة . وكانت توقعات قد أشارت أمس إلى أن هذه القضية ستؤثر في سير حملة أوباما . وبالفعل فقد أوفد الرئيس الأمريكي مستشار البيت الأبيض للأمن الوطني ومكافحة الإرهاب جون برينان إلى ليبيا أمس حيث بحث مع رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف ومسؤولين آخرين في طرابلس، مجريات التحقيق في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي الشهر الماضي والخطوات المطلوب من ليبيا اتخاذها . وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور إن الجانبين بحثا الخطوات الإضافية المحددة التي يمكن أن تتخذها ليبيا لمساعدة الولايات المتحدة بصورة أفضل في ضمان تقديم الجناة للعدالة .
وقد تكلف الحادثة هيلاري كلينتون منصبها إن لم تتحرك الإدارة الديمقراطية بشفافية . وحملة أوباما مطالبة الآن بالنأي عن أسلوب المهادنة في الرد على المعسكر الجمهوري الذي تصدر استطلاعات الرأي بعد أداء الرئيس الأمريكي المخيب للآمال أمام ميت رومني في مناظرة الأسبوع الماضي . وكانت أسئلة قد أحاطت أمس بإمكانية تأثير هذه التحقيقات على شعبية وتراث هيلاري كلينتون التي نقل عنها اعتزامها التقاعد قريباً، والتي حرصت على شرح حقيقة ماحدث ليلة مصرع السفير الأمريكي في ليبيا عبر مسؤولين بالخارجية، وذلك قبل ساعات من جلسة الكونغرس . وسرد هولاء المسؤولون لوسائل الإعلام تفاصيل الواقعة، وقالوا إن السفير قام بعد توديعه دبلوماسياً تركيا كان يزوره، بالذهاب مباشرة إلى المربع المحصن داخل مقر إقامته، وكان ذلك في الساعة 30 .8 مساء، وفي الساعة 40 .،9 وقع انفجار وإطلاق نار على أبواب السفارة، ثم توافدت موجة من الرجال المسلحين على المجمع . وقال المسؤولون إن الحشد المسلح قام بالهجوم بسرعة على جميع المباني الأربعة بمجمع السفارة وذلك بقذائف المورتر والأسلحة الصغيرة، وربما مع قذائف صاروخية، ثم أضرموا النار في أثاث مقر السفير بعد أن فشلوا في الدخول إلى الجزء المحصن . وأضافوا أن السفير ومن معه اختنقوا بالدخان الكثيف، وأن الحراس دخلوا مرات عدة إلى المكان المحصن لمحاولة إنقاذه إلا أنهم لم يتمكنوا من العثور عليه .
وكانت لجنة الإشراف والإصلاح الحكومي بمجلس النواب الأمريكي قد استمعت أمس الأربعاء إلى أقوال اريك نوردستروم مسؤول الأمن الإقليمي في ليبيا، لبحث ما قاله عن تلقي القنصلية في بنغازي 13 تهديداً خلال الأشهر الستة التي سبقت الهجوم وأنها طلبت مراراً زيادة الإجراءات الأمنية هناك . كما استمعت اللجنة لتشارلين لام نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للبرامج الدولية، واللفتنانت اندرو وود الذي ترأس فريق دعم الأمن في السفارة الأمريكية بطرابلس .