“هارتس”: المصلحة المشتركة لاسرائيل وحماس بعدم التصعيد انهت الجولة الحالية
انتهت الجولة الحالية بين اسرائيل وحماس، على ما يبدو، لأن الطرفين غير معنيين بالتصعيد، حيث كان الطلب المصري الحازم من الطرفين كافيا لوقفها، على حد تعبير المحلل العسكري لصحيفة “هارتس” عاموس هارئيل، الذي اشار في تحليل نشرته الصحيفة على موقعها الالكتروني، مساء امس الاربعاء، ان غياب الرغبة لدى حماس بالتصعيد برز منذ اليوم الاول بعدم الرد على سلسلة الغارات الاسرائيلية، التي جاءت ردا على مقتل المواطن الاسرائيلي، وقتلت فيها طفلة فلسطينية. عدم اطلاق أي قذيفة من القطاع كان اشارة واضحة الى ان حماس راغبة بانهاء الجولة الحالية، يقول هارئيل.
قد تتغير هذه الرغبة مع تغير الظروف تحت تأثير الازمة الاقتصادية المتفاقمة وتذمر الجمهور الفلسطيني من سلطة حماس، لكن الان اسرائيل وحماس تلتقيان في مصلحة عدم تصعيد الوضع بينهما رغم التصريحات العلنية الشديدة المتبادلة.
وحول اسباب انعدام هذه الرغبة يقول المحلل العسكري الاسرائيلي، من جهة نتنياهو غزة تقع في افضلية متدنية في سلم الاولويات مقارنة مع القطاعات الاخرى، مثل التصعيد المتنامي في الضفة الغربية في اوج المفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية وعدم الاستقرار البائن على الحدود الاخرى اللذان يشغلان نتنياهو اكثر. اما من جهة حماس فانها لا تريد مواجهة مباشرة مع مصر، التي تتحكم بمدخل القطاع عن طريق معبر رفح وتؤكد رغبتها في كل مناسبة بمحافظة حماس على حالة الهدوء مع اسرائيل.
ولكن على المدى البعيد فقد تواجه اسرائيل مشكلة مع انتاج حماس لصواريخ، على غرار صواريخ فجر الايرانية، يصل مداها الى 80 كم وسعيها الى زيادة مدى هذه الصواريخ وكميتها. على اسرائيل ان تأخذ بالحسبان ان حماس ستتمتع في المواجهة القادمة بقدرة جدية على قصف منطقة غوش دان (تل ابيب)، يقول هارئيل، حتى لو كانت هذه القدرة ما زالت هامشية بالمقارنة مع قدرة حزب الله.
ويختم قائلا، صحيح ان حماس في وضعية تبقى متدنية مقابل اسرائيل، الا انها تستغل الوقت لتعزيز نقاط الضعف، ومع التزود بقذائف قادرة على قصف تل ابيب وعشرات الانفاق وعمليات خطف على الحدود مع غزة ومنظومة طائرات بدون طيار، يبدو ان حماس ايضا وجدت طرقا لزيادة كثافة ايذاء اسرائيل.
المصدر: موقع عرب 48