#هآرتس عن #زيارة_شكري لـ #كيان_العدو: إنجاز سياسي تمّ بضوء أخضر من #السعودية و #الامارات
وأضاف رابيد “قيام شكري بزيارة علنية الى القدس، بعد تسع سنوات من وصول سلفه أحمد أبو الغيط الى هنا آخر مرة، هو انجاز سياسي في حد ذاته. خلال العامين الماضيين كانت هناك اتصالات منتظمة بين القيادتين المصرية و”الإسرائيلية” (مكالمات هاتفية متكررة بين نتنياهو والسيسي، تنقل المبعوثين “الإسرائيليين” والمصريين بين القدس والقاهرة، وغيرها)، ولكن حتى الآن تم كل شيء على مستوى منخفض وفي كثير من الحالات بسرية تامة” حسب تعبيره.
ولفت رابيد الى “أنه ولفهم خلفية الزيارة التي قام بها شكري إلى القدس، يجب العودة الى 17 أيار عندما قرّر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي استغلال الخطاب الذي ألقاه آنذاك في حفل تدشين محطة كهرباء جديدة لدعوة جميع الأحزاب السياسية في كيان العدو إلى الالتفاف حول خطة لتعزيز التسوية مع الفلسطينيين”، مطالباً الدول العربية المساعدة في ذلك، واعتبر رابيد أنّ الذي دفع الرئيس المصري إلى قول ذلك هو رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، الذي يعتبر أحد أقرب مستشاريه”.
ورأى رابيد “أنّ الهدف من خطاب السيسي كان في حينه استخدامه كغراء يربط بنيامين نتنياهو واسحق هرتسوغ ويسمح بتشكيل حكومة وحدة في كيان العدو تركز على دفع عملية التسوية مع الفلسطينيين”، مضيفاً “كان يفترض بمصر تحريك مبادرة لضم الدول العربية الى عملية التسوية، لكنّ الخطة فشلت بسبب قرار نتنياهو عدم الامتثال لمتطلبات المعسكر الصهيوني في الموضوع السياسي وتفضيله ضم حزب “إسرائيل بيتنا” الى الحكومة وتعيين افيغدور ليبرمان وزيراً للأمن” حسب زعمه.
وتابع رابيد “بعد يومين من خطاب السيسي وبعد يوم من قرار منح حقيبة الأمن لليبرمان، اتصل نتنياهو بالرئيس المصري. وفي تلك المحادثة، تعهّد نتنياهو بأنه لا يزال ملتزما بتعزيز مبادرة السيسي وأن ليبرمان لن يعرقل ذلك، بل انه سيساعد، ولفت الى أنه بعد أداء ليبرمان لليمين الدستوري، سينشر بيانا إيجابيا حول مبادرة التسوية العربية” على حد قوله.
ووفق رابيد “أكد السيسي خلال تلك المحادثة بأنه لكي يواصل تعزيز هذه المبادرة، يجب على نتنياهو اتخاذ خطوات هامة نحو الفلسطينيين. تجميد الاستيطان هو مثال واحد من هذه التدابير، ونقل الصلاحيات للفلسطينيين في المنطقة (ج) في الضفة الغربية هو مثال آخر”، موضحاً أن زيارة شكري تهدف عمليا الى استرداد ديون تلك المكالمة الهاتفية”.
مصدر صهيوني ضالع في القضية أشار الى “أنّ المصريين حصلوا على “الضوء الأخضر لخطوتهم من القيادة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ولكنهم من أجل ذلك يريدون رؤية ما سيجلبه نتنياهو الى طاولة المفاوضات حول القضية الفلسطينية”، وفق المصدر،” لقد جعل نتنياهو مصر تفهم بأنه سيكون مستعدا للنظر في خطوات هامة كجزء من مبادرة إقليمية تمنحه محادثات مباشرة مع الدول العربية بشكل مواز للمحادثات مع الفلسطينيين”.