هآرتس: تخوف من ازمة عقب بناء في الضفة ونية لابعاد السجناء
صحيفة هآرتس الإسرائيلية ـ
ترجمة “المصدر”:
قبل ثلاثة ايام من اللقاء الأول لفريقي المفاوضات لاسرائيل والسلطة الفلسطينية في القدس وقبل ساعات معدودة من بحث الفريق الوزاري الخاص لتحرير السجناء الفلسطينيين، نشرت أمس وزارة الاسكان بيانا عن تسويق اراض لبناء فوري لنحو 1200 وحدة سكن جديدة في الأحياء اليهودية في شرقي القدس وفي الكتل الاستيطانية. وحسب البيان، سيتم تسويق نحو 793 وحدة سكن في أحياء غيلو، بسغات زئيف وهار حوماه (حوماة شموئيل) التي خلف الخط الاخضر في القدس، و394 وحدة سكن اخرى في مستوطنات اريئيل، افرات، معاليه ادوميم وبيتار عيليت. وبالتوازي، وُضع أمس حجر الأساس لحي يهودي جديد يتكون من 63 وحدة سكن في قرية جبل المكبر جنوبي القدس.
ولم يفصل بيان وزارة الاسكان عن أي خطط يدور الحديث، ولكن يمكن الافتراض بأن العطاءات في غيلو ستكون في اراضي الخطة المعروفة بـ “غيلو – السفوح الجنوبية”. وحسب هذه الخطة، التي أقرتها اللجنة اللوائية في كانون الاول من العام الماضي، ستقام نحو 1000 وحدة سكن جديدة في السفوح بين غيلو ودير كريمزان ومدينة بيت جالا. في مدرج الخطورة للأسرة الدولية بالنسبة للبناء في شرقي القدس، تعتبر هذه الخطة استفزازية وذلك لأن البناء الاسرائيلي يوسع اراضي الحي باتجاه المناطق الفلسطينية ولا يكتفي بالبناء داخل حدود الحي القائمة.
وانطلقت تنديدات بالبيان من كتل المعارضة، ولكن ايضا من جانب وزير المالية يئير لبيد. فقد عقب لبيد على بيان زميله، وزير الاسكان أوري اريئيل، الذي وصفه بأنه “استفزاز زائد للامريكيين ودق العصي في دواليب محادثات السلام، ليس سليما وليس مجديا للمسيرة السلمية” فقال: “إن نشر العطاءات في هذا الوقت هو خطأ مزدوج”.
أما رئيسة المعارضة النائبة شيلي يحيموفيتش فقالت ان “البيان يعرقل بالعنف بوادر الاعتراف والدعم الدولي اللذين نحظى بهما بفضل تحريك المفاوضات”.
وردا على بيان وزارة الاسكان، هدد الفلسطينيون أمس بعدم الوصول الى اللقاء المزمع عقده يوم الاربعاء القادم، والذي سيشارك فيه ايضا المبعوث الامريكي للمسيرة السلمية، مارتن اينديك. فقد قال مسؤول فلسطيني كبير، مطلع على مسألة الاتصالات في حديث مع “هآرتس” انه في محيط أبو مازن وادارة المفاوضات توجد نية جدية لعدم حضور اللقاء والمحادثات المباشرة، ولكن القرار النهائي والرسمي سيُتخذ في اليومين القريبين. وحسب هذا المسؤول، فان أحد الاعتبارات المركزية لتوقيت البيان والقرار بالمشاركة أو عدم المشاركة في اللقاء، هو التخوف من ان في نهاية المطاف سيُتهم الفلسطينيون بافشال المحادثات.
وينضم هذا التهديد الى رسالة رفعها رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض د. صائب عريقات الى وزير الخارجية كيري حذر فيها من استمرار البناء في المستوطنات وأشار الى ان استمرار البناء من شأنه أن يُعرض المفاوضات للخطر. وعلمت “هآرتس” بأنه في أعقاب التوجه والنشر دارت اتصالات من جانب شخصيات اوروبية وامريكية مع عريقات وفريقه بهدف الفهم كم هو جدي التهديد من جانب الفلسطينيين. وفي محيط عباس أوضحوا بأنه لن يكون صعبا على الاطلاق الحصول على أغلبية لقرار عدم حضور اللقاء يوم الاربعاء ووقف المحادثات مع اسرائيل، في القيادة الفلسطينية في اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف أو في اللجنة المركزية لفتح.
وقال مسؤول كبير في فتح في حديث مع “هآرتس” ان أبو مازن سيجد صعوبة في اقناع القيادة الفلسطينية لاستئناف المحادثات. “منذ البيان عن استئناف المحادثات أعلنت حكومة اسرائيل عن بناء مئات وحدات السكن في المستوطنات ولم تعرب عن أي موافقة على حدود 1967. وقد وجد الامر تعبيره في الاتصالات مع الاوروبيين. وفي مسألة السجناء ايضا توجد منذ الآن اشتراطات أو مطالبات اسرائيلية بابعاد بعض السجناء وهذا في خلاف تام مع التوافقات مع كيري”. وعلى حد قوله فان “المعنى هو أن ليس للطرف الفلسطيني ما يبحث عنه في مسيرة سياسية كهذه”.
ويرد الفلسطينيون ردا باتا ما نُشر بأنهم أعربوا عن موافقتهم على البناء في الكتل الاستيطانية مقابل تحرير السجناء.