نصيحة لكاتب تائه
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
حالة اضطراب تتحول أحياناً إلى “تعصيب” أو تهور، تصيب الصحافيين اللبنانيين من أصدقاء السعودية وتيار المستقبل.
نشأت هذه الحالة منذ أن بدأ الجيش السوري يحقق انتصارات واضحة ضد المسلحين الإرهابيين من جهة، ومنذ التوقيع الإيراني الدولي على الاتفاق المبدئي المتعلق بالنووي الإيراني.
يخاف هؤلاء على دورهم بعد انتهاء الأزمة السورية لمصلحة النظام، وهو ما يشهدون بوادره بعد الهزائم التي حلّت بالمسلحين والتي دفعتهم للتراجع عن كثير من المناطق التي سيطروا عليها، بالإضافة إلى بدء هرب قادتهم إلى الإمارات وغيرها، كما يخافون على دورهم بعد أن تتراجع الضغوط الاقتصادية والسياسية على الجمهورية الإسلامية، ويضطر منسق العمليات التخريبية العسكرية والإعلامية بندر بن سلطان للانصياع إلى موجّهه الأميركي والتوقف عن ألاعيبه القذرة ضد إيران وغيرها.
ماذا سيبقى لدى هؤلاء للارتزاق منه؟ لا شيء غير الحديث عن الداخل اللبناني والنيل من المقاومة وحلفائها. لكن ماذا لو دفعت التوازنات الإقليمية القادمة بسادة هؤلاء إلى الإيعاز إليهم بوقف تهجمهم على المقاومة وحلفائها؟ ماذا سيفعل فلان وفلان من باعة الكلمات والمواقف والشعارات؟ هل سيرضون بالاكتفاء بكتابة “البوستات” التي لا تسمن ولا تغني من جوع على مواقع التواصل الاجتماعي؟
ما زال في الوقت متّسع لهؤلاء الكتّاب للعودة إلى واقعهم الفعلي، لا إلى الواقع الذي يصوّرونه في كتاباتهم دون أن يكونوا على قناعة به. ما زال في الوقت متسع للتخلي عن اتّباع بندر وأشباهه، والتخلي عن عقدة الكره الذي يحمله بعضهم لنصف الشعب اللبناني على الأقل..