“نصر الله”.. الأكاذيب وشعب المقاومة
موقع العهد الإخباري ـ
خالد رزق(*):
مرة تلو المرة ولعشرات المرات تنشر وسائل الإعلام العبرية وعنها تنقل أما جهلاً أو شماتة وسائل إعلام خليجية وعربية أنباء كاذبة عن مرض سماحة السيد حسن نصر الله.. وتارة يجعلونه تحت العلاج في إيران من مرض كذا وتارة يضعونه تحت العلاج بمشفى في دمشق يعالج من مرض آخر وفي كل المرات ثبت أنهم هم كاذبون.
والحق أننا نفهم جيداً لماذا تنشر و تكراراً وسائل الإعلام العبرية مثل هذه التقارير الملفقة، فالأمر لا يعدو خدعة خائبة معروفة تنتمي لأساليب عالم مخابرات عتيق متخلف عن الزمن بليد في تفكيره، فالموساد الذي يحرك وسائل الإعلام تلك ورغم كل ما لديه من تكنولوجيا ومن عملاء على الأرض بعده يعجز عن تحديد تحركات السيد نصر الله، ويزعجه ويعييه أكثر التفكير في أسباب إحجام السيد عن الظهور في فترة ما، إذ لا يعرفون ما الذي يفعله و يخطط له قائد المقاومة ورجالها في تلك الفترات التي عادة ما يخرج بعدها السيد نصر الله ليفاجئهم ويفاجئ العالم بجديد في الفعل المقاوم ترتعد معه فرائصهم، وبأسرار حرصوا على كتمانها وصارت عند المقاومة مفضوحة.
يأمل الصهاينة من وراء تقاريرهم المكذوبة، أن يندفع السيد نصر الله إلى التحرك والخروج ليثبت للدنيا كذبهم، وفي الاثناء يحددون هم مسارات تحركاته و مقاره، وفي الوقت نفسه يعرفون من هذا الخروج ما عجزوا عن فهمه وإدراكه مما تخطط له المقاومة، وإلى ذلك فإن هدفهم الثانوي هو زعزعة ثقة شعب المقاومة في المستقبل هكذا يظنون وهم واهمون.
الذي لا يعرفه الصهاينة موسادهم وإعلامهم أن المقاومة تنظر إلى أساليبهم المهترئة العتيقة بكثير من السخرية، باعتبارها أساليب وبحكم العصر “ديناصوريه” تنتمي إلى عقول كائنات انقرضت من على وجه الأرض منذ آلاف السنين، والذي يجهلونه هو من يكون فعلاً السيد حسن نصر الله وكيف هو حزب الله وكيف هم شعب المقاومة وأنصارها من الأحرار أينما كانوا تحت سماء الله.
في غير مرة وعشرات المناسبات عرفت الدنيا على لسان نصر الله ما ظل مجهولاً عن الاحتلال سلطته وقدرة جيشه ونقاط ضعفه، وكيف يكون جباناً في مواجهة قوة الحق وإلى هذا فالصهاينة على ما يبدو رأوا وسمعوا ولكنهم لغباء مجبولين عليه لم يفهموا ولم يتعلموا .
أما السيد نصر الله الذي على ما يبدو لم يخبروا من يكون حقا .. فهو المقاوم الخالص الذي لا يدخل إلى نفسه طمع بسلطة ولا سلطان ولا يحركه إلا أهداف ثابتة دحر العدوان والاحتلال وعودة وصلاة بالقدس، وفي ذلك هو كقائد للمقاومة شارك إخوانه في الحزب بإقامة نظام ومنهج لا يختل أو يهتز لغياب شخص لسبب أو لغياب آخر حتى وإن كان هو نفسه الأمين العام الذي يغيب، فالذي يحكم الحزب كله أهداف مقدسة ووطنية وإنسانية واحدة متفق عليها وجدانياً ويؤمن بها شعب المقاومة كله وهي أهداف لا تتبدل وتتغير لظرف من الظروف.
والذي نُبشر به الصهاينة وكل من عادى المقاومة أن شعبنا وأنصارنا كلهـم حسن نصر الله ـ أنعم ـ الله عليه بالصحة وأمد في عمره ورزقه الصلاة في القدس، وهم يعرفون وفي كل الأحوال أن السيد نصر الله وعلى عظم قدره ومكانه كرجل من رجال الحق، ليس إلا رجل ولد ويموت، أما المقاومة ونهجها والحقوق فهي أمور لا تموت، والذي رزق امتنا بسماحة السيد حسن نصر الله قادر على أن يرزقنا حين يحين الأجل بخلف مثله، ومقاومتنا لمن لا يعرف ولود ولا تنجب سوى رجال أولي بأس شديد.
أما الشامتون عرباً وأعراب ممن وبلا خجل ينقلون عن الإعلام العبري، فلا يحار المرء كثيراً في تفسيير شذوذ موقفهم، باستقاء معلوماتهم من العدو بدلاً من أن يتحروا الصدق من لبنان ومن المقاومة، إذ على ما يبدو أن حلمهم بالخلاص من المقاومة وسيدها الذي يشعرهم وجوده بانعدام الذكورة، عطل تفكيرهم فراحوا للانسياق وراء أكاذيب الصهاينة.
نصر الله سيد المقاومة وحبيب كل أحرار العالم ندعو أن يحفظك الله من كل سوء وأن تبقى لتقض مضاجع العدو، وتكيد من كرهوا فيك الكرامة والثبات على الحق.
(*) نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار ـ مصر