نجاح مهام كوريا وطنياً وعالمياً ونجاعة نهجها
موقع إنباء الإخباري ـ
علاء ساغه*:
تحرير كوريا من الاستعمار الأجنبي، وحمايتها بنجاعة من التأثيرات السياسية الخارجية، والحفاظ على إستقلاليتها، وإنجاز مهام ما بَعد التحرّر في إرساء وتنمية وتطوير وازدهار الصناعة والزراعة، والارتقاء بالفنون والتعليم، ومراكمة الثقافة الطليعية، وإبراز القسمات الحقيقية للمجتمع والدولة الكوريين، وتطوير المجتمع والعلاقات الاجتماعية، وترسيخ صوابية الفكرة القيادية والحزب الباني والزعيم القائد للامة كلها، شكّلت بالمجمل إنجازات جبارة وقاعدة لدولة مِثال في العالم.
لم أزر جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، واتطلع الى ذلك بشغف، لكنني أعرف الكثير عنها، لكوني مهتم بيومياتها وطبيعة نظامها والحياة فيها، وأعتقد بأن استقرار المجتمع الكوري وانسجامه ووحدة ثقافته، وسيادة عِرق كوري واحد فيه، والالتزام بمعايير وقيم الحياة الاجتماعية والسياسية الواحدة ايضاً، جعلت من كوريا الدولة والشعب بُنية واحدة تُفاخر بنفسها، وتجعل العالم يبحث عن أسرار ازدهارها وتواصل نظامها بهذه الهمّة والقوة وتطوره الكبير، وارتقائه من باطن الارض ومغائرها منذ ما قبل الاستقلال وحقبة السخرة التي فرضتها على الشعب الكوري القوى الخارجية، الى الفضاء الخارجي وارتياد الدولة للفضاء الكوني وتطوير صناعاته الفضائية التي لا تستطيع سوى الدول الكبرى الاقل في العالم بنائها وحمايتها والاستمرار بتعزيز علومها بجيش من العلماء والخبراء، مايؤكد صوابية النظام الكوري القائم، وإسناده العلوم في سياساته، ما أكسبه شعبية طاغية ومصداقية ثابتة، ولحزب العمل الكوري وزعيمه مكانة أبرز في كل ذلك التقدم الباهر.
بعد إنجاز تحرر البلاد، بادر كيم ايل سونغ، الزعيم المحرر والاستقلالي، فكرة المهام الثلاث العاجلة لبناء الحزب والدولة والجيش، من أجل الفوز بدولة غنية قوية مستقلة وذات سيادة، فتمكن من نيل واقع كوري متميز، ونجح كذلك في استكمال قضية تأسيس الحزب الطليعي كمهمة أولى وقيادية، على أساس فكرة الوحدة الوطيدة بين الشعب والزعيم، التي ولدت في خضم النضال الثوري المناهض للاستعمار التدميري والإحلالي، ذلك أن الحزب هو القوة الهادية للثورة، وتأسيسه كان مهمة أولى كان يجب تنفيذها قبل كل بداية اخرى، ما أفضى الى تطوير كوريا من دولة متخلفة بفعل التعديات والهيمنة الخارجية، الى دولة ديمقراطية وغنية وقوية مستقلة وذات سيادة. وتؤكد كوريا أنه بتأسيس الحزب، اصبح الشعب الكوري يمتلك فصيلاً طليعياً حقيقياً ومتقدماً للطبقة العاملة والشعب بأسره، والحزب كان ومايزال بمثابة هيئة اركان سياسية مقتدرة، وراح يدفع بناء الوطن الجديد، الغني والقوى والمستقل، قدماً الى الامام، تحت قيادة الحزب الباني.
يقول التاريخ، انه فى آب عام 1946، تم دمج الحزب الشيوعي لشمالي كوريا والحزب الديمقراطي الجديد الكوري، فى كيان واحد، وفقاً لمنهج بناء الحزب الجماهيري الذى تقدم به كيم ايل سونغ، ليتعزز ويتطور هذان الحزبان الى حزب موحد للجماهير العاملة، حزب العمل لشمالي كوريا. وفى تشرين الثاني من العام ذاته، تم تأسيس حزب العمل لجنوبي كوريا.
وفى الدورة الكاملة المشتركة للجنتين المركزيتين لحزبي العمل فى شمالي كوريا وجنوبها، المنعقدة فى 30 حزيران عام 1949، تم دمج حزبي العمل فى حزب العمل الكوري الواحد، وبدأت بالتالي الاعمال الأكمل والموحدة لقيادة الامة الكورية في طريقها لتأكيد نفسها ووجودها الوطني والمستقل دون أية تبعيات للخارج، وبدمج المهام الوطنية بالعالمية الاممية لتوحيد حركة الاشتراكية العالمية التي تتطلع الى العدالة الانسانية الحقيقية بعيداً عن المتطلبات الاحتكارية لرأس المال المُستشرية على إتساع الكون.
كوريا الديمقراطية التي تحتفل اليوم بعيد ميلاد حزب العمل الباني، تتطلع الى اتحاد قوى العدالة في العالم، واستكمال تحرر الشعوب، وجعل الهيئة الانسانية قامة هي الاعلى عالمياً.
تهانينا للقائد الكوري الاممي كيم جون وون، وللحزب وللشعب الكوري بالمناسبة العزيزة لتأسيس حزب الشعب الكوري برمته، ونأمل مزيداً من تعزيز العلاقات الأنفع والأجدى في مختلف المجالات، بين العالم العربي وكوريا الاستقلالية والزوتشية.
*علاء ساغه: كاتب وعضو ناشط في المجلس الاردني والعربي للتضامن مع الشعب الكوري ومناصرة توحيد شطري كوريا والفعاليات العربية الكورية المختلفة.
………………………………………………….