نتنياهو: جبهة عربية اسرائيلية ضد ايران
صحيفة الشروق الجزائرية ـ
صالح عوض:
وصلت البجاحة بقادة الكيان الصهيوني أن يسخروا من عقول العرب ومن مشاعرهم ومن مقومات شخصيتهم إلى الدرجة التي يفرضون عليهم بند الصداقة فيما هم يقتلون أولادهم وينهبون أرضهم ويدنسون مقدساتهم ويفعلون فيهم الافاعيل.. والغريب حقاً أن معظم الإعلاميين العرب والمثقفين العرب والمناضلين العرب الذين نراهم ينهمكون في المعارك الداخلية يصمون آذانهم عن مثل هذا السخف والاحتقار الذي يوجّه للعرب ولدولهم..
نتنياهو يطرح على الدول العربية مشروع التحالف في جبهة واحدة ضد إيران.. إن ذلك يعني بوضوح أن نتنياهو يفترض أو يريد أن يجعلنا نفترض أن الخصومة بين الدول العربية وإيران أكبر من تلك التي بين إسرائيل والدول العربية..ولعل نتنياهو سمع مثل هذا الكلام من هذا الحاكم أو ذاك، الأمر الذي يعني بلا شك ضياع البوصلة وفقدان المنهج والسير في التيه.. وكأن إيران هي التي تحتل فلسطين وتقتل أهلها وتضرب إيران وسوريا وقتلت مئات الآلاف من المصريين، وكأن إيران هي التي تزيح المقدسات من أماكنها.
صباح أمس نقلت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو قال في مقابلة مع الصحافي الأمريكي تشارلي روز: “إن هناك اليوم فرصة ذهبية أمام الدول العربية للتحالف مع إسرائيل لصد الخطر الإيراني”
وعبر نتنياهو عن غيظه من مفعول دبلوماسية “الابتسامات الإيرانية” حسب وصفه، وقال إنه يفضّل ألا يحظى بمقالات المديح في الصحف وأن يصر على قول ما يؤمن به، في إشارة واضحة للتغطية الإعلامية الامريكية الواسعة والمرحبة للرئيس الإيراني، حسن روحاني، على أثر تصريحاته الأخيرة.
ولكن لابد من الانتباه إلى أن الكيان الصهيوني لا ينتظر الدول العربية لفتح النار على إيران في اكثر من موقع، فالحرب دائرة من زمن طويل، فلقد أكدت صحيفة التليجراف البريطانية اغتيال قائد برنامج الحرب الإلكترونية في إيران “مجتبى أحمدي”، حيث عثرت السلطات الايرانية على جثته في منطقة نائية بمدينة كراج شمال غرب العاصمة طهران.. وتم العثور على جثته مقتولاً بشكل احترافي حيث تلقى رصاصتين في القلب مباشرة، ووقعت الجريمة من مسافة قريبة للغاية، مما يعني أن المهاجمين سيطروا عليه وأطلقوا النار عليه من مسدس واحد.
ويعدّ أحمدي أرفع مسؤول أمني ايراني يتم اغتياله مؤخراً، عقب سلسلة اغتيالات بدأت منذ عام 2007 واستهدفت خمسة علماء نوويين، بالإضافة إلى اغتيال قائد برنامج الصواريخ البالستية الإيراني… واتهمت إيران المخابرات الإسرائيلية “الموساد” بالوقوف خلف الجريمة واغتيال قائد برنامج الحرب الإلكترونية بإطلاق الرصاص عليه..
بعد هذا البيان الواضح لم يبقَ شيء مخفي من المقاصد الصهيونية، فهل يجوز التردد في السعي الحقيقي بين الدول العربية وإيران لعقد تحالفات حقيقية تنقذ الدول العربية من سطوة إسرائيل وتحميها من التفرد الذي يسرع في تفجيرها من داخلها.. العقل والمنطق والمصلحة تدعو الدول العربية وإيران إلى إيجاد صيغ التحالف ولتعايش وعدم ترك فرصة للأجانب لاختراق هذه العلاقة، فالعرب والايرانيون أخوة في حضارة واحدة وتاريخ واحد ومستقبل واحد تجمعهم ثقافة واحدة وعدو واحد.. للأسف لم نسمع بعد من أية دولة عربية موقفاً يرفض دعوة نتنياهو للتحالف.. فهل سنسمع؟؟