مَن يعيد مَن إلى العروبة؟
موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:
إن عودة انظمة الخليج إلى دمشق بحجة إعادتها الى الصف, لا يعدو كونه تضليلاً إعلامياً وتزويراً تاريخياً.
إن دمشق هي قبلة العروبة ومهدها منذ قرون, ومن أراد أن يكون عربياً فليأتِ ليشرب من مائها ويتنسم التاريخ العربي في أزقتها وشواهد قبورها وأبراج قلاعها.
ففي دمشق قبر ابن عربي وصلاح الدين ومنها انطلق يوسف العظمة بجيشه العربي المتواضع ليواجه الاستعمار الجديد بعد هزيمة المحتل التركي.. وفيها مسجد بني أمية, وفي مدن سوريا ينتشر قبور الصحابة وأولادهم
ومن دمشق وإليها لطالما كانت راية العروبة تطوف العالم لتعود.
دمشق العروبة تمنح العروبة لطلقاء البادية وطفرات الخليج ..
فمن هؤلاء المدّعون الذين يعودون صاغرين ليزعموا أنهم يعيدون العروبة إلى مهدها؟
وأخيراً… كما كان حقد البداوة الممول الأساسي للمؤامرة.. فها هو ذل البداوة يعود ليقول لدمشق: سامحينا
ليس جديدا ما يُطرح في الإعلام الخليجي من تهيئات عن محاولات إعادة سوريا إلى العرب وفرض الشروط القديمة الجديدة ومنها قطع العلاقة مع إيران وحزب الله وطرد المنظمات الفلسطينية والدخول معهم في ما يسمى عملية “سلام” مذلة مع الكيان الصهيوني.
إن هذه الشروط المرفوضة والتي حاولوا فرضها أثناء الحرب على سوريا وقبلها مع الرئيس حافظ الأسد ولم ينجحوا، لن تجد آذاناً صاغية عند الرئيس بشار الأسد بعد الصمود والتضحيات الكبيرة التي قدمتها سوريا وشعبها ووفاء المخلصين معها من المشرق العربي وغربه مروراً بالعراق ووصولاً إلى طهران بالرغم من العقوبات العربية والغربية ومحاولات بث الفتن بين الشعوب العربية وتصويرها بأنها عدوة العرب .
يوماً قال الزعيم العربي المصري جمال عبد الناصر “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”، وهو شعار تجدد مع انطلاقة المقاومة اللبنانية في العام 1982. واليوم سوريا بصمودها تطرح شعاراً جديداً: “ما لم يؤخذ منها بالقوة لن يؤخذ منها بقرارات عودة تحمل في طياتها خبثاً اعتاد عليه من يرقص مترنحاً مع الرؤساء وعند الصلاة يجلس على كرسي”.
ورحم الله الشاعر علي محمود طه حين كتب: “أخي ايها العربي الأبي “…
وفي السنوات ال8 الماضية ردد الكثيرون: أيتها الانظمة الغبية…
هذا هو الفرق بين عربي الدم والتاريخ وعربي النفط والملاهي…
*عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين
[…] بتاريخ ديسمبر 28, 2018 0 […]