من يمول اشتباكات طرابلس ولماذا ربطها بالحرب على سوريا؟
موقع النشرة الإخباري ـ
أنطوان الحايك:
مع تصاعد حدة المعارك في سوريا بالتزامن مع حرب اعلامية غير مسبوقة، تشهد مدينة طرابلس تصعيدا ممنهجا تطور في الساعات الماضية إلى ما يشبه الحرب المفتوحة بين باب التبانة المحكومة بنظر البعض من قبل المجموعات الاصولية والسلفية من جهة وجبل محسن حيث النفوذ العلوي المرتبط عضويا بالنظام السوري من جهة ثانية، وذلك في ظل استنفار واضح للجيش اللبناني لحماية المنطقتين.
الاشتباكات التي اندلعت بعد مقتل عدد من شبان المدينة في كمين اقامه الجيش السوري داخل الاراضي السورية لم تكن بحسب تطورها واتساعها وليدة ساعتها، ولم تكن في الوقت ذاته ردة فعل على الكمين، بل تبين انها مشروع طويل الامد تم التحضير له بعناية فائقة من خلال زرع الخلايا الاصولية وتدريبها وتمويلها وتسلحيها وتاليا تحضيرها لساعة الصفر او بالاحرى للحظة الاقليمية المناسبة. وكل ذلك في ظل حركة تسليح وتدريب وزرع خلايا نائمة منذ العام 2007 بحسب ما تؤكد تقارير امنية اطلع عليها المسؤولون في حينه، حتى ان بعض التقارير لا تستبعد ان تكون الباخرة لطف الله 2 التي صادر الجيش اللبناني حمولتها من الاسلحة حلقة في سلسلة ممتدة منذ سنوات ولم تتوقف عند حد مصادرتها. كما ان حمولتها وسائر الحمولات هي للبنان وللشمال تحديدا وليس لمسلحي سوريا كما ساد الاعتقاد انذاك.
وبالرغم من المساعي المبذولة لوقف الانهيار الكامل في المدينة، تعرب مصادر محلية عن شكها بامكانية التوصل إلى حل في المدينة، لاسيما ان الاتصالات والمساعي تدور في مكان فيما الحل يكمن في مكان آخر وخارج الحدود، خصوصا ان اطلاق النار يكاد ان يتحول إلى اعتداءات من جهة واحدة تهدف بشكل او بآخر إلى استهداف الجيش اللبناني وابعاده عن ارض المعركة تمهيدا لتحويل الشمال إلى منطقة عازلة يستعاض عنها بتلك التي سقطت على الحدود التركية السورية، ما يعني ان المساعي يجب ان تنصب عبر المملكة العربية السعودية لوقف دعمها بالمال والسلاح للتنظيمات السلفية والوهابية، وذلك في ظل اعتقاد بان مشهد الايام الاخيرة الماضية الذي سلط الاضواء على تسليح الجيش السوري الحر يمكن تعميمه على مسلحي طرابلس والشمال.
والمفارقة، بحسب ما تقول المصادر، هي ان عملية تمويل وتسليح طرابلس تتم عبر نواب تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري المقيم في السعودية يلتزم توجيهات المملكة وقياداتها الامنية باعتباره الاداة المعلنة لنقل اموالها النقدية للمعارضة السورية اينما وجدت، في سوريا او في طرابلس او حتى في تركيا بحيث يصح القول ان مساعي وقف الحرب في طرابلس باتت مرتبطة بتلك القائمة لحل الازمة السورية، وهنا تطرح المصادر أسئلة من نوع “لماذا تعتمد المملكة العربية السعودية ادوات لبنانية لدعم معارضي النظام السوري وتمويلهم اينما كانوا في وقت هي قادرة فيه على تكليف واحد من ضباط مخابراتها من اصحاب الخبرات في الاعمال الامنية وكيفية تهريب وتمرير وتمويل السلاح ومفاتيح “مافياتها” بحسب التعبير؟ ولماذا تهدف المملكة التى توريط فريق لبناني دون سواه في الربيع العربي ووضعه في الواجهة، وتاليا ما الهدف من كل هذه التركيبة غير المفهومة والملتبسة؟”، دائما حسب المصادر.
وانطلاقا من هذه المعطيات يعرب المصدر عن خشيته من ان تكون المملكة العربية السعودية بدأت باعادة حساباتها وبالتالي جدولة اولوياتها لاسيما ان هناك اكثر من مؤشر على تورطها في التخطيط لاسقاط النظام السوري عبر لبنان وذلك منذ ان سقط الاتفاق المعروف بـ”السين – سين” وما تلاه من احداث ومواقف وسجالات مكتومة بين دمشق والرياض انتهت حينها إلى اسقاط حكومة الحريري.
التعليقات مغلقة.