من كاملة ضاهر إلى ريهام الدوابشة
موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:
يقول يوسف عون من قرية صلحا اللبنانية المحتلة منذ العام 1948، جارة بلدة مارون الراس من الجهة الجنوبية: “أقدم جنود الاحتلال المدججون بالسلاح على رمي أبناء بلدة صلحا الذين بقوا فيها بالرصاص، فاستشهد أكثر من مئة وخمسة أشخاص من الرجال والنساء والأطفال”، متوقفاً عند مشهد لن ينساه أبداً، وهو كيف أطلق عناصر العصابات الصهيونية النار بكل دم بارد على صبية تدعى كاملة ضاهر حاولت إنقاذ شقيقها الشاب من بين أيدي جنود الاحتلال الاسرائيلي الذين لم يكتفوا بتنفيذ المجزرة وإزهاق أرواح هؤلاء الشهداء، بل قاموا بإحراق الجثث داخل الجامع وهدمه، بعد أن أجبروا من بقي من كبار السن على إدخال الجثث إليه. هذا ما حصل في 21-10-1948.
إذاً، إحراق البشر ليس جديداً يا سيدتي الأستاذة ريهام الدوابشة. وما أقدم عليه صهيوني من الجيل الجديد كان سبقه إليه مثيل له في العقيدة الإجرامية عندما أقدم على حرق المسجد الأقصى في شهر آب من العام 1969 .
سيدتي ريهام “أم علي”، سبقك “علي” إلى الشهادة، وبعده والده، وأحمد لا يزال في العناية المركزة، ينتظر الالتحاق بكم لتكونوا شهداء على المجازر اللاحقة على أيادي الصهاينة الجدد من مسلمين ويهود.
سيدتي أم علي، ها هم تلاميذك ينتظرونك كعادتهم في المدرسة لتعلميهم حب فلسطين، وعاصمتها القدس وحدودها من النهر إلى البحر، ومعنى الصمود في المنزل والأرض رغم جميع التهديدات والإنذارات المتتالية لأبناء القدس وآخرها 200 انذار هدم، إضافة إلى الاعتداءات اليومية على المصلين، وآخرها ادخال أشرار الارض، المستوطنين، بالأمس إلى باحات الأقصى لمناسبة بداية العام العبري لإقامة طقوس الشيطنة هناك.
سيدتي أم علي: ها هو إيلان الكردي يتشارك مع ولدك علي الظلم على أيدي من يسمون أنفسهم أشقاء، فيهرب من حرقهم ليلاقي حتفه غرقاً في القبر الأبيض المتوسط وغيره حوالي ثلاثة آلاف من السوريين والفلسطينيين.
بكل تواضع وإنحناء لشهادة عائلتك، أذكّر من بقي له ضمير بعدد من المجازر الصهيونية في لبنان منذ العام 1948.
1- مجزرة حولا: أودت بحياة 90 لبنانيا حيث هاجمت قوات إسرائيلية بلدة حولا فجر 31/10/1948، بقيادة مناحيم بيغن على رأس فرقة من “الهاغانا”، وقامت باعتقال النساء والرجال وعمدت إلى إعدام الرجال والمسنين، ودمرت المنازل، التي جمعتهم فيها، فوق رؤوسهم أو رميهم بالرصاص، وتم دفن العشرات في قبور جماعية حيث قتلوا، ثم نقلت جثثهم إلى مقبرة يطلق عليها اليوم اسم “تربة الشهداء”. تسببت المجزرة بنزوح معظم الأهالي باتجاه القرى المجاورة، ثم عادوا إلى حولا في أوائل أيار من عام 1949، بعد فترة من توقيع اتفاق الهدنة بين لبنان والكيان الصهيوني الذي أعاد الاعتداء على البلدة مرة ثانية عام 1967، وذهب ضحية هذا الاعتداء الجديد 5 شهداء من النساء.
2- مجزرة حانين عام 1967: قام بها العدو في 26 تشرين الثاني عام 1967، بعد حصار للقرية دام 3 أشهر، ثم قامت قوات الاحتلال باقتحام القرية وأقدمت على قتل السكان بالفؤوس ونهب محتويات المنازل وإشعال النار فيها، وفي نهاية المجزرة سويت البيوت بالأرض باستثناء غرفة واحدة دون سقف لا تزال شاهداً على المجزرة.
3- مجزرة “يارين” عام 1974: حيث عمدت قوة عسكرية صهيونية إلى التسلل باتجاه البلدة فنسفت 17 منزلاً وقتلت 9 مواطنين.
4- مجزرة عيترون التي وقعت في 17/5/1975 وأدت إلى مقتل 9 اطفال وكانت البلدة شهدت حدوث مجزرتين: الأولى كانت إثر انفجار قنبلة موقوتة أصابت عدداً من اطفال البلدة، والثانية عام 1989 حين اعتقلت قوات الاحتلال 3 إخوة وعصبت أعينهم وأعدمتهم ورمت جثثهم على الطريق.
5- مجزرة بنت جبيل 1976، عندما قصفت القوات الإسرائيلية سوق الخميس في مدينة بنت جبيل وذهب ضحية هذه المجزرة 23 شهيداً و30 جريحاً.
6- مجزرة الأوزاعي عام 1978 حيث قام الطيران الإسرائيلي بقصف وحدات سكنية ومؤسسات تجارية في منطقة الأوزاعي المتاخمة للعاصمة بيروت مما أدى إلى قتل 26 مواطناً وجرح آخرين وتدمير 30 وحدة سكنية تدميراً كاملاً.
7- مجزرة راشيا عام 1978 قصفت المدفعية الإسرائيلية كنيسة البلدة ما أدى الى مقتل 15 لبنانياً كانوا ملتجئين اليها .
8- مذبحة كونين عام 1978: هاجمت القوات الاسرائيلية البلدة الواقعة في قضاء بنت جبيل، وقتلت 29 مواطنا غالبيتهم من الاطفال.
9- مجزرة عدلون في الجنوب عام 1978 وسقط فيها 20 شخصا، حيث قصفت قوات الكومندس الإسرائيلي المتواجدة على ساحل عدلون سيارتين كان الشهداء يستقلونهما.
10- مجزرة الخيام عام 1978: هاجمت فرقة من جيش العميل سعد حداد قرية الخيام، وارتكبت مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من 100 شخص، معظمهم تتراوح أعمارهم ما بين 70 و85 سنة.
11- مجزرة العباسية عام 1978: في 15 آذار 1978 قصف الطيران الإسرائيلي مسجداً في بلدة العباسية التجأ اليه عدد من العائلات فقتل 112 مواطناً معظمهم من النساء والأطفال.
12- مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982: ارتكبت القوات الإسرائيلية وميليشيات لبنانية متعاونة معها هذه المجزرة، وذهب ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى من الفلسطينيين واللبنانيين.
13- مجزرة سحمر عام 1984: ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في بلدة سحمر، حيث اقتحمت الدبابات والآليات البلدة وعملت على تجميع الأهالي في ساحة البلدة، ومن ثم أطلقت النار عليهم مما أسفر عن استشهاد 13 مواطناً وإصابة 12 بجروح.
14- مجزرة بئر العبد 1985: في عملية من تدبير المخابرات الإسرائيلية والاميركية وتمويل سعودي ـ كما كشفت وثائق مدير السي آي إيه السابق ـ سقط 75 شخصا ومئات من الجرحى معظمهم من النساء والأطفال من جراء انفجار بسيارة مفخخة بأكثر من 200 كيلو غرام من المتفجرات.
15- مجزرة اقليم التفاح عام 1985: في 12/9/1985 سقط أكثر من 30 شخصاً ومئات من الجرحى في مجزرة اسرائيلية استهدفت عدداً من القرى في إقليم التفاح.
16- مجزرة دير الزهراني عام 1994: شهد الجنوب اللبناني مجزرة جديدة ارتكبها سلاح الجو الإسرائيلي حين أغار على مبنى من طابقين في بلدة دير الزهراني ودمره على من فيه من المدنيين، وهم بالعشرات.
17- مجزرة النبطية الفوقا عام 1996: أغارت طائرات حربية إسرائيلية على منزل المواطن علي جواد ملي في بلدة النبطية الفوقا حيث كانت تحتمي عائلة آل العابد، فدمر المنزل على من فيه.
18- مذبحة قانا في 18/4/1996: أطلقت قوات الإحتلال الإسرائيلي قذائف من عيار 155 ملم محرمة دولياً (تنفجر قبل ارتطامها بالأرض) على مقر الكتيبة الفيجية التابعة لقوة الأمم المتحدة في بلدة قانا مستهدفة 3 هنغارات كان يلجأ إليها الأهالي من بلدة قانا والقرى والبلدات المجاورة
من القصف الإسرائيلي خلال عملية سميت عناقيد الغضب، ذهب ضحية هذه المجزرة 105 أشخاص من المواطنين بينهم 33 طفلا.
في العام 2006 وقعت مجازر بالجمله نتيجة قصف المدفعية والطائرات والبوارج ومنها الزرارية وصور والنبي شيت ومجمع الامام الحسن ومرفأ الاوزاعي ومدينة بعلبك وصريفا وأيضاً في عكار والهرمل.
هذا في لبنان، أما في فلسطين ففي كل يوم مجزرة ومحرقة بحق المدنيين، ولا نسمع سوى بيانات الاستنكار والشجب التي تحمل بين سطورها مزيداً من التشجيع والتأييد وفتح سفارات لكيان العدو في العواصم العربية .
*عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين