مناورة عسكرية أميركية إسرائيلية: حماية الداخل والتصدي للصواريخ

army - usa

بدأت الولايات المتحدة وإسرائيل صباح أمس، أوسع مناورة مشتركة لأسلحة الجو والدفاع الجوي بينهما. وتعتبر هذه المناورة التي تجري مرة كل عامين تحت اسم «جنيفر كوبرا»، جزءاً أساسياً من منظومة التدريبات المشتركة في إطار التحالف بين الدولتين.

وقد وصل وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل إلى إسرائيل لحضور استعدادات إطلاق المناورة، بعد لقائه عدداً من كبار المسؤولين في الدولة العبرية.

وبحسب خطة المناورة، فإنها ترمي إلى اختبار وتطوير منظومات الدفاع الفعال ضد الصواريخ. كما أن المناورة معدة في الأساس لتطوير منظومات العمل المشترك تحسباً لكل طارئ. وتوفر الولايات المتحدة لإسرائيل منذ عقود ضمانات أمنية كبيرة بما فيها منظومة الدفاع ضد الصواريخ، سواء عبر ما تملكه من سفن حربية أو ما تملكه من محطات رادارية في المناطق المجاورة. وتمنح الولايات المتحدة في هذا السياق إسرائيل إطلاعاً في الوقت الحقيقي على معطيات من محطات إنذار مبكر على الأرض ومن الأقمار الاصطناعية.

ومعروف أن واشنطن تساهم بقسط كبير في تمويل خطط تطوير منظومات دفاعية ضد الصواريخ في إسرائيل وعلى رأسها منظومة «حيتس» للصواريخ بعيدة المدى، ومنظومة «القبة الحديدية» للصواريخ قصيرة المدى.

وقد دخلت المنظومتان حيز الخدمة الفعلية في إسرائيل، حيث تم تطوير الجيل الثالث من منظومة «حيتس» لتواكب التطورات في عالم صناعة الصواريخ. ولكن الولايات المتحدة تمول إلى جانب ذلك، منظومة للدفاع المتوسط المدى ضد الصواريخ تدعى «عصا الساحر»، والتي لا تزال تخضع لعملية التطوير والاختبار.

وتم الإعلان في إسرائيل عن أن المناورة التي تستمر على مدى أسبوع، تشمل عمليات تدريب على مواجهة مخاطر مختلفة تتهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية. وتتبع الوحدات الأميركية المشاركة في المناورة للقيادة الأوروبية في الجيش الأميركي، والتي تشكل تعزيزاً أقرب إلى القوات الإسرائيلية.

ويشارك في المناورة حوالي ستة آلاف جندي من القيادة الأوروبية، وصل حوالي ألف منهم في الأيام الأخيرة. كما تشارك في المناورة مدمرتان أميركيتان تتبعان منظومة «آيجيس» لاعتراض الصواريخ، وستشاركان في المناورات البحرية.

وبالرغم من أن المناورة علنية وبرنامجها شبه معلن، فإن إسرائيل تحاول إضفاء قدر من السرية والغموض على تفاصيلها. وأعلنت القيادة الأوروبية للجيش الأميركي أن التخطيط لهذه المناورة تم قبل 18 شهراً، «وأنه لا يتصل بأي توترات محددة في المنطقة». في حين ترى إسرائيل في المناورة فرصة لتحسين الجاهزية وتعميق التنسيق مع النظراء الأميركيين.

يذكر أن الولايات المتحدة قررت في العام 2012 تأجيل مناورة «جنيفر كوبرا» بسبب التوتر حينذاك مع إيران، لكنها عادت وأجرت في نهاية العام نفسه مناورة مشابهة تدعى «أوستير تشالنج» تتعلق أيضاً بالدفاع الجوي واعتراض الصواريخ.

وكان هايغل الذي التقى الجنود الأميركيين المشاركين في المناورة أثناء فترة الاستعدادات يوم الخميس الماضي، أعلن أنه «كما يطفح العالم بالفرص الكبيرة، يمتلئ أيضاً بالتهديدات الكبيرة، وهذه التهديدات ستغدو أشد تعقيداً، والجميع يعرف ذلك. وهذا هو السبب في أنكم طلائعيون في بناء قوة الدفاع ضد الصواريخ».

أما وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون فأبلغ الجنود المشاركين أن هذه المناورة تشكل «نموذجاً للعلاقة التي لا تتزعزع بين الولايات المتحدة، الديموقراطية الأكبر في العالم، وإسرائيل الديموقراطية الوحيدة في حارتنا القاسية هذه، الشرق الأوسط».

وأضاف يعلون أن «أحد التحديات التي تواجه إسرائيل يتمثل في كيفية اعتراض الصواريخ من إيران، سوريا، لبنان، وقطاع غزة». وأكد أن «أمامنا تحديا، ولكننا قادرون على التعامل معه».

وكان قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية الجنرال إيال آيزنبرغ، قد أعلن الأسبوع الماضي، أثناء مناورة للدفاع المدني، أن «العدو يعرف أن ما لا يطلقه في البداية لن يستطيع إطلاقه لاحقاً. ولذلك فإن العدو سيحاول أن يخلق حالة شلل في إسرائيل. وأن يخلق صدمة لدى المواطنين وتخفيض معنوياتهم. كما سيحاول استخدام كل وسائله القتالية والوصول بأسرع وقت ممكن إلى وقف لإطلاق النار لمنع إسرائيل من توجيه ضربات مضادة. إن الجبهة الداخلية هي الجبهة الثانية في كل حرب وهي في مركز اهتمام العدو».

ويدور في إسرائيل حالياً جدل واسع حول ميزانية الدفاع، حيث تطالب وزارة الدفاع بملياري شيكل لسد النقص. وتهدد وزارة الدفاع بوقف التدريبات، وهي تعلن أن نقص الميزانيات يقلص جاهزية الجيش للدفاع. ومن جهة أخرى، فإن هناك في إسرائيل اتهامات شديدة للحكومة والجيش بإهمال الجبهة الداخلية.
حلمي موسى – صحيفة السفير اللبنانية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.