مناورات لاعادة الثقة!!
صحيفة كيهان العربي الإيرانية ـ
مهدي منصوري:
الهزيمة المنكرة التي تلقاها الجيش الصهيوني من المقاومة الاسلامية اللبنانية في عام 2000 شكلت منعطفا كبيرا في هيكلية هذا الجيش الذي كان يطلق عليه في يوم من الايام بانه الذي لا يقهر. وقد تتابعت هزائم هذا الجيش وبصورة مخزية و لم يتوقعها حتى الداعمين له خاصة في حربين فاشلتين عام 2006 وعام 2007 على المقاومة الاسلامية اللبنانية والفلسطينية بحيث لم يقو على الصمود أمام اصرار وعزم ابطال هاتين المقاومتين.
وكذلك حربه الاخيرة على غزة والتي لم تستمر طويلا الا انها رغم ضراوتها ورغم كل التدمير الذي نال قطاع غزة من خلال الجرائم التي ارتكبها هذا الكيان الا انه وبايقافه الحرب من طرف واحد وعدم قدرته على الاستمرار شكل هزيمة منكرة للجيش الصهيوني.
هذه الهزائم المنكرة للجيش الصهيوني تركت اثارا سلبية على بنية وروحية القادة والجنود خاصة بعد ان كثرت حالات الفرار والانتحار وتفشي الامراض النفسية بين افراد القوات المسلحة خاصة الجنود وبعض المراتب الاخرى مما وضع القادة العسكريين الصهاينة امام صورة قاتمة وذلك من خلال ما ذكرته المصادر الاعلامية الصهيونية من خلال تقاريرها اليومية.
اذن فان الجيش الصهيوني اليوم يعيش حالة من الانهيار المعنوي والنفسي بحيث وكما اكدته مصادر استخبارية صهيونية قد لايمكن ان يستجيب لاوامر خوض حرب وعلى أي جبهة كانت وفي الطرف المقابل نجد ان المقاومة الاسلامية الفلسطيية واستشعارا منها للخطر الدائم من العدو الصهيوني فانها اعدت من قدراتها البشرية واللوجستية بحيث جعلها ان تعتمد على نفسها امام أي مواجهة قادمة وهذا ما اكدته كذلك اوساط استخبارية صهيونية وغيرها.
واليوم وامام هذه الصورة المتفاوتة نجد ان الكيان الصهيوني ومن اجل اعادة الاعتبار والثقة لدى جنوده وقادته العسكريين وكذلك لارسال رسائل للمقاومة الباسلة اعلن عن قيامه بمناورة عسكرية واسعة في الاراضي الاسرائيلية وبالذخيرة الحية.
ولكن القيام بمثل هذه المناورة لم يعد وكما ذكرت اوساط اعلامية اسرائيلية تأتي لدعم موقف نتنياهو الذي فشل في تحقيق السلام للشعب الاسرائيلي سواء كان عن طريق المفاوضات مع الفلسطينيين والتي حطت رحالها ولايمكن ان تعود.
اذن فان مناورات الجيش الصهيوني جاءت اليوم وفي ظل الاوضاع القائمة في المنطقة والتي تواجه الارهاب المدعوم اميركيا وصهيونيا والذي لم يستطع ان يحقق ما كانت تصبو له هاتين الدولتين من انشغال دول المنطقة بمواجهته لكي يتحقق الامن المستديم لاسرائيل. خاصة وان الانتصارات التي تتحققت في كل من سوريا والعراق والتي اوصلت فيه هذه المجاميع الى الانهيار مما شكل تحديا كبيرا لدى ادارتي اوباما ونتنياهو.
وبنفس الوقت والذي لابد من الاشارة اليه هو ان المقاومة الاسلامية سواء كانت اللبنانية او الفلسطينية قد اعلنت وفي اكثر من مناسبة انهما على اتم الاستعداد وفي أي وقت كان من مواجهة أي حماقة يرتكبها الكيان الغاصب وان ردهما سيكون اكثر عنفا من السابق بما امتلكته من قدرات لوجستية متطورة، وكذلك تدريب قواتها وكوادرها العسكرية لاي طارئ كان.
اذن فان الكيان الصهيوني يريد من مناوراته الاخيرة ان يزرع حالة من الامن لدى الشعب الصهيوني وهذا لا يمكن ان يأتي لانهم ادركوا ان جيشهم وصل حدا من الانهيار النفسي والمعنوي بحيث لا يقوى فيه على المواجهة ولم تكن المناورات سوى مسرحية هزلية يراد منها الضحك على ذقون الاسرائيليين ولا غير.