معركة جسر الشغور: عشرات الانغماسيين يسقطون أمام صمود الجيش السوري
موقع العهد الاخباري-
حسين مرتضى
هي محاولات متكررة من مسلحي “جبهة النصرة” لاقتحام المشفى الوطني في جسر الشغور… تكرر مشهد فشلهم الذي عاشوه في غير منطقة كان ابرزها سجن حلب المركزي، حيث توصف المشفى بـ”مقبرة الانغماسيين” التابعين لميليشيا “النصرة”، بعد اجتماع عدة عوامل كانت السبب في إخفاق تلك المحاولات، في مقدمتها صمود الجيش السوري.
فالمشهد الذي بات يتكرر بشكل يومي وباستراتيجية واحدة عبر التفجيرات الانتحارية أكد كالعادة فشله الذريع، وخير دليل على ذلك الاخفاق الكبير الذي منيت به “النصرة” مؤخراً، فعلى الرغم من تمكن أحد الانتحاريين من تفجير نفسه أمام بوابة الاسعاف في المشفى ودخول عشرات المسلحين في محاولة لاقتحام المشفى إلا أن الجيش السوري كان لهم بالمرصاد حاصدًا العشرات منهم.
صحيح أن المعركة صعبة إلا أن جنود الجيش السوري – رغم الحصار المستمر والخانق وانعدام طرق الإمداد إلا عبر المروحيات- صامدون ومعنوياتهم عالية جداً. فهؤلاء الذين يستبسلون في الدفاع عن المشفى إلى جانب زملائهم المصابين السابقين، يصرون على التمترس داخل المبنى وعدم الانسحاب منه.
وحسب المراقبين، فإن جنود الجيش السوري يدافعون بطريقة أسطورية، لا يمكن لأية مدرسة عسكرية في جيوش العالم أن تطبقها، بعد استخدام المجموعات المسلحة لكل ما توفر لديها من أسلحة.
ويعود سبب صمود الجيش كذلك إلى أهمية الموقع الاستراتيجية للمشفى والتي تسمح للمدافعين عنه برصد كل تحرك في محيطه، فضلاً عن صلابة البناء المدعم بالأسفلت المسلح ما يحبط جميع المحاولات الانتحارية.
المشفى الذي يمتاز بناؤه بوجود طابقين تحت الارض، شكل أيضًا نقاط قوة وتحصين للحماية من التكفيريين، وعزز صمود الجيش السوري فيه، فأصبح اقتحامه بالطريقة التقليدية من قبل المجموعات المسلحة مستحيلا، حيث تمكنوا سابقا من فتح ثغرة عند السور عبر تفجير انتحاري تمهيدا لاقتحامه، لكن اصرار المدافعين عن المشفى بمعية الجيش السوري حال دون ذلك.
ففي هذه الحادثة تدخل سلاح الجو أكثر من مرة لقصف ارتال مسلحي ما يسمى بـ”جيش الفتح” الذين حاولوا الاقتراب من أسوار المشفى، ما ساعد في خلق محيط ناري حول المشفى لا يمكن اختراقه، بالإضافة الى منح المدافعين قوة نارية، تساعدهم على اصطياد المسلحين الذين يحاولون التقدم باتجاه المبنى.
على أن ما يعزِّز ثبات المدافعين هو وصول الامداد الدائم بالذخائر والمؤن عبر المروحيات، التي تساهم بشكل كبير في استمرار صمودهم وقدرتهم على المقاومة. بالتوازي مع تقدم الجيش السوري في معاركه الطاحنة وعلى اكثر من محور في جنوب إدلب وشمال سهل الغاب، ما أرهق المسلحين الذين فقدوا السيطرة الميدانية على التحكم بساحة القتال، بعد تشتيت الجيش السوري لقواهم النارية، إثر هجومه من عدة محاور متوازية مع بعضها، محققاً تقدماً مهماً، ومسيطراً على تلال استراتيجية في الجهة الجنوبية الشرقية لجسر الشغور، والتقدم على أكثر من جهة على أطراف المدينة، واجتيازهم معمل السكر الذي يشكل قاعدة حقيقية للهجوم على المسلحين المتواجدين داخل مدينة جسر الشغور.
هذا، في وقت يستمر فيه تقدم الجيش السوري في منطقة جب الاحمر الاستراتيجية المطلة بشكل كامل على الطريق الواصل من اشتبرق نحو أسوار المشفى الوطني، ما يعزز من السيطرة النارية للجيش في تلك النقطة، في سباق واضح مع الزمن للوصول الى المشفى الوطني، وفك الحصار عن جنود وضباط الجيش السوري المدافعين عنه .