معركة الصواريخ.. وصفع القبة الحديدية!
موقع إنباء الإخباري ـ
أحمد شعيتو:
“لا توجد أنظمة دفاعية كاملة”.. هكذا برر وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك عدم تمكن منظومة “القبة الحديدية” المخصصة لاعتراض الصواريخ من ايقاف عدد كبير من صواريخ غزة.. توصيف باراك قد يكون دقيقا في حال كان الاخفاق بنسبة ضئيلة.. الا ان الارقام تشي بغير ذلك…
في تعريف القبة الحديدية فهي منظومة بطاريات صواريخ تتضمن نظام رادار يكشف الصواريخ المعادية بعد وقت قليل من اطلاقها ومنظومة اطلاق وتتبّع اي اطلاق صاروخ مضاد يلاحق الصاروخ المعادي ويدمره في الجو قبل أن يصيب هدفاً، وهذه المنظومة ذات كلفة عالية وتصل الواحدة منها الى 100 مليون دولار، وتستعمل اسرائيل خمس بطاريات.
لقد كان التبرير في اوساط الجيش الصهيوني ازاء استمرار سقوط الصواريخ، من خلال مسألة اخرى.. ليس بأنه لا توجد اي منظومة كاملة في العالم، بل بالقول ان هناك خطأ تقنياً حصل وأدى إلى سقوط صواريخ فلسطينية في اماكن مؤذية نتج عنها مقتل عدد من المستوطنين وتدمير مبان في عدد من الحالات.. وقالت هذه الاوساط إن الخلل تم اصلاحه بعد وقت قصير.. لكن السؤال ماذا عن بقية الايام التي أطلقت فيها الصواريخ “ومرت مرور الكرام” وسقطت على المستوطنات بل على تل ابيب ومناطق القدس؟
بلغة الارقام فقد اطلقت كتائب القيام وسرايا القدس وباقي الفصائل أكثر من 1200 صاروخا على الاراضي المحتلة في سبعة أيام بمعدل حوالي 170 صاروخا وقذيفة يومياً، واستمر هذا المعدل على المنوال نفسه، واستمرت معه إصابة المستوطنين والمباني مما يعني فشلاً واضحاً للقبة الحديدية. وفي لغة الأرقام أيضا فقد تحدثت أوساط إعلامية صهيونية في اليومين الماضيين أن اكثر من 1100 صاروخ اطلق من غزة واعترضت القبة الحديدية 320 منها. وفي “رواية أخرى” نقلتها هآرتس قبل أيام تم الحديث عن 550 صاروخا فلسطينيا تم اعتراض حوالي 300 منها، مما يعني انه في الحالة الاولى هناك حوالي 30% من النجاح وفي الحالة الثانية –التي هي أحسن الاحوال- حوالي 50%، وهذا طبعا بحسب الادعاء الاسرائيلي الذي ان اخذنا به يبقى في درجات منخفضة من سلم الاعتراض لا يرقى الى اي نجاح موصوف.
اعتراض الصواريخ الفلسطينية التي تطلق بأعداد كبيرة يشكل مشكلة في الكلفة المادية اذا استثنينا المشاكل الاخرى، فكل صاروخ في القبة تكلفته اكثر من 100 الف دولار، واذا كان كل صاروخ سيعترض صاروخاً فلسطينياً أو حتى أكثر من صاروخ فالكلفة المالية ستكون باهظة إزاء آلاف الصواريخ الفلسطينية.
لقد أثبتت يوميات العدوان والمقاومة أن الصواريخ الفلسطينية كانت معادلة النصر الأساسية، وكان النصر على القبة الحديدية بالتحديد. فقد أثبتت المقاومة أنها تملك تقنيات إطلاق قادرة على خرق غلاف القبة، وهي تقنيات تبدأ من الاطلاق الغزير الذي يشوّش قدرة المنظومة المضادة ولا ينتهي عند إطلاق دفعتين بفارق قليل جداً مما يجعل القبة تعترض أول دفعة لتكمل الدفعة الثانية طريقها..
واذا كان بعض المحللين العسكريين يقولون إن الصواريخ الصغيرة والتي تطلق بأعداد كبيرة لا تستطيع أن تعترضها القبة بالفعالية الكاملة، فماذا عن الصواريخ الثقيلة التي ظهر استخدامها في أيام العدوان مثل فجر -3 وفجر- 5 وتلك التي وصل وزن المواد المتفجرة فيه الى حوالي 100 كلغ كما اعلنت وسائل الاعلام الاسرائيلية.
فصاروخ فجر وأخوته الصغار على السواء استطاعوا أن “يصفعوا” القبة الحديدية ويحققوا المعادلة المطلوبة فأصبحت قبة من “السحاب” السهل الاختراق، اذا استخدمنا تسمية عامود السحاب التي أطلقتها إسرائيل على عمليتها الفاشلة.