مصير الترسيم.. لو لم يكن في لبنان مقاومة
موقع قناة المنار-
ذوالفقار ضاهر:
أنجزت المهمة وتم التوقيع على تفاهم ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان وفلسطين المحتلة، ولم يتمكن أحد من فرض ما يريد على اللبنانيين بعد توحّد موقفهم الرسمي مستندين على عنصر قوة مقتدر متمثل بالمقاومة.
هنا يًطرح السؤال ماذا لو لم يكن في لبنان مقاومة؟ كيف سيكون موقف الإدارة الاميركية التي كانت “الوسيط” في التوصل لهذا التفاهم وكيف سيكون موقف العدو الاسرائيلي من ذلك؟ هل كان سيقيم اعتبارا لموقف لبنان الرسمي ويرضخ لمطالبه أم انه كان سيعتدي على حقوقه ويسرق ثرواته في البحر والنفط والغاز؟ أليس رسائل العدو بانتهاكه السيادة اللبنانية جوا وبحرا خلال وجود الموفد الاميركي عاموس هوكشتاين في لبنان لاتمام التفاهم المذكور أعلاه، هو خير دليل على ما يضمره العدو فعلا ويسعى لتنفيذه لو استطاع؟ خاصة ان هذا الكيان الغاصب لا يحترم أي التزامات او مبادئ ولا يرضخ لها إلا إذا أجبر على ذلك.
حول كل ذلك قال نائب رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” وليد بركات في مقابلة مع برنامج “مع الحدث” على شاشة قناة المنار يوم الاثنين 31-10-2022 “لولا المقاومة لما أقر الترسيم البحري لمياهنا مع فلسطين المحتلة ويجب ان يحافظ اي رئيس للجمهورية على هذا الانجاز الكبير”، وتابع “لاول مرة تخضع اسرائيل دون استعمال السلاح وهذا مما يؤكد على هشاشة اسرائيل ولا تستطيع شن حرب على لبنان وهذه المقاومة رسمت وكرست معادلة حمايتها للبنان”.
بدوره، قال المحلل السياسي علي يحيى في حديث لموقع المنار “ليست صدفة انه ورغم بدء ترسيم لبنان لمنطقته الاقتصادية الخالصة ومنطقة جارته قبرص عام 2007، وانطلاق التفاوض لتجديد الحظ الحدود اللبناني في اكتوبر/تشرين الاول 2011، وتعاقب 4 وسطاء أمريكيين، هم: فريدريك هوف، وآموس هوكشتاين، وديفيد ساترفيلد، وديفيد شينكر خلال اكثر من 11 سنة من التفاوض، ومحاولات حصر التفاوض بين الخط 1 والخط 23، لكن لم يتم توقيع الاتفاق إلا في اكتوبر/تشرين الاول من 2022″، واوضح “أي بعد أسابيع من المسيرات التي أرسلتها المقاومة فوق البحر خلال شهر تموز/يوليو والتي اعادت خلط الأوراق، والمشهد وسرّعت الوصول إلى (تفاهم تشرين البحري) اتفاق يرضي الجانب اللبناني، وبالشروط اللبنانية، أي خط 23 وحبة مسك”.
بالموازاة، بعد إعلان نتائج انتخابات الكنيست في كيان العدو الاسرائيلي، خرجت بعض الاصوات التي تقول إن بنيامين نتانياهو قد يعمل للخروج من تفاهم الترسيم البحري، ما يدفع للرد سريعا على كل هذه الاقاويل بأن المقاومة في لبنان جاهزة للتعاطي مع أي تهور او تصرفات غير محسوبة من قبل العدو، بالتالي فإن كل تصرف إسرائيلي ستقابله المقاومة بالتصرف المناسب والمحسوب بدقة، ومعادلات الردع على حالها لم تتغير ولا يمكن للمقاومة ان تنسى او تتراجع عما سبق ان ثبتته منها بمواجهة العدو.
يبقى انه من المفيد التذكير بكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته يوم 29-10-2022 حيث قال “.. يبقى السؤال الأخير: ما هي الضمانة فيما بعد؟ الذي فَرض على العدو وفرض على الولايات المتحدة الأميركية، على العدو الإسرائيلي مباشرةً وعلى الولايات المتحدة وعلى الغرب، على كل من تدخل في هذا الملف، أن يُوصل الأمور إلى هنا، هو الذي يَقدر أن يُشكل الضمانة الحقيقية، إذا لا نُريد أن نَثق بضمانات الدول، فإنه يجب أن نَثق بربنا أولاً وبقوتنا وبضمانتنا، لبنان القوي والموقف القوي الرسمي والشعبي والمقاوم هو الذي يُشكل ضمانة، وإلا القاعدة هي ذاتها سوف تبقى، لن يستطيع أحد أن يستخرج نفطاً وغازاً، وحتى لو استخرجه، لن يستطيع أن يستمر في استخراج النفط والغاز وبيع النفط والغاز إذا مُنع لبنان من استخراج نفطه وغازه، هذه هي عنوان المرحلة القادمة…”.