مصدر فاتيكاني لـ”الجمهورية”: ثلاثة طروحات يركّز عليها الوفد الفاتيكاني في جولته
أكّد مصدر فاتيكاني لـ”الجمهورية” أنّ الوفد الفاتيكاني الذي أرسله البابا فرنسيس بدأ عمله في لبنان منذ أيام، وهو يتنقّل بين السفارة البابوية في حريصا وبكركي والقادة الموارنة، كخطوة أوّلية، على أن يعقد لقاءات في مختلف الاتجاهات ومع الكُتل كافةً.
وأوضح المصدر أنّ الوفد يركّز في جولته على ثلاثة طروحات هي:
أوّلاً: إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها لأنّ الفراغ يضرّ موقع الرئاسة والمسيحيين.
ثانياً: تأمين وصول المرشّح الماروني الأقوى تمثيلاً أو من يتمتّع بشعبية مقبولة بين الموارنة والمسيحيين.
ثالثاً: إذا فُقد الأمل من إمكان وصول رئيس يملك قوّة تمثيلية، ينتقل البحث إلى انتخاب رئيس وسطيّ مقبول نوعاً ما من المسيحيّين وينتمي إلى الخط الماروني التاريخي، وهذه المهمّة تقضي بإقناع الزعماء الموارنة الأربعة بهذا الطرح الذي هو أفضل من الفراغ.
ويشير المصدر إلى أنّ الوفد سيعقد لقاءات كثيفة ومتلاحقة وعلى مراحل، في أجواء سرّية للغاية، ويتوقّع أن تنتهي المرحلة الأولى من مباحثاته في 10 نيسان، على أن يزور وزير خارجية الفاتيكان دومنيك مامبرتي بيروت بعد هذا التاريخ، ورُبّما قبل عودة الوفد إلى الفاتيكان، فإذا وجد الوفد أنّ الوضع يتطلب بقاءَه، فسيبقى في حريصا، ويُبقي اتصالاته مفتوحة مع البابا.
من جهته، ينتظر البابا فرنسيس التقرير الذي سيرفعه الوفد، إضافةً إلى نتائج زيارة مامبرتي، ليبدأ جولة جديدة من المفاوضات الدولية مع الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وروسيا، لتذليل العقبات الدولية التي تحيط بالانتخابات، حيث أبلغ البابا الى زعماء هذه الدول عدم تهاونه في إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وأنّه سيرفض أيّ أذى معنويّ أو سياسي أو تهجيري يطاول موارنة لبنان ومسيحيّيه الذين هُمّ أساس الوجود المسيحي في الشرق. فالفاتيكان لم يعُد يتحمّل خسارة مواقع مسيحية في الشرق الأوسط بعدما شاهدَ ما حلّ بمسيحيّي العراق وسوريا وفلسطين، وعلى هذا الأساس بدأت الديبلوماسية الأميركية والفرنسية بالتحرّك لملاقاة طروحات الفاتيكان.
يتحرك الفاتيكان بين عواصم القرار والنواب المسيحيين، موفّقاً بين السياسة الدولية وسياسة الزواريب، ويراهن على تلاقي السياستين من أجل إنجاز الانتخابات الرئاسية في موعدها.