مصادر للاخبار: واقع المسلحين بطرابلس بات أكبر من قدرة الجيش على الحسم

 

أشارت مصادر ميدانية لـ”الأخبار” إلى أن “وتيرة الاشتباكات انخفضت وارتفعت على مدى اليومين الماضيين، من دون تدخل جدّي للجيش”. وأوضحت أن “واقع المسلحين الميداني بات عملياً أكبر من قدرة الجيش على الحسم، في ظلّ وجود غطاء سياسي وعجز رسمي، وخطوط إمداد قويّة داخل المدينة”. ولاحظت المصادر أن “اشتباكات اليومين الماضيين أظهرت تطوّراً في عمل المسلحين التكتيكي، واستقدامهم عناصر جديدة من خارج المدينة، وبدا واضحاً أن القوى المتطرّفة غضّت الطرف عن مشاركة عدد لا بأس به من مقاتليها في القتال”.

وذكرت المصادر أنه “جرت محاولات فاشلة لاقتحام الجبل من محور البقّار، لكنهاباءت بالفشل”. وأشارت مصادر أخرى إلى أنه بدا لافتاً إلى جانب اشتداد العنف ليلاً واستخدام رصاص القنص، الذي أدى إلى إغلاق طريق طرابلس ـــ عكار في الاتجاهين، استخدام المسلحين، وتحديداً في باب التبانة، تقنية تقليدية وجديدة في المعارك هي “المنجنيق”. ويعتمد هذا السلاح على وضع قذائف وقنابل داخل “قاذفات” المنجنيق ورميها إلى داخل منطقة جبل محسن. وأكدت مصادر أخرى أن الجيش عمد إلى الردّ على مصادر القنص، لكنه لم يفلح في كبح الاشتباكات، بسبب تغلغل المسلحين داخل الأبنية. وتوقّعت مصادر متابعة أن تشتد حدّة المعارك، مع غياب القرار السياسي، واستمرار الشحن الطائفي والمذهبي غير المسبوق، ووصول أسلحة وذخائر جديدة إلى المدينة.

وتشرح مصادر في جبل محسن أن ما حصل في اليومين الماضيين، “جاء بعدما فاض بنا الكيل، واضطررنا إلى الدفاع عن بيوتنا وأهلنا، فمنذ تفجير المسجدين ومواطنون من منطقتنا يتعرضون لاعتداءات وإطلاق نار، بشكل شبه يومي، من دون أن تبادر الجهات الأمنية إلى وضع حد لها، أو أن تسوق المعتدين المعروفين بالاسم إلى القضاء”. وتضيف: “كنا في كل مرة، نضبط أنفسنا، لأن الإصابات كانت غير مميتة، إلى أن أعتدي على طالب عاصي، في وضح النهار، ما جعلنا نعتبر أن عدم الرد على استهدافنا بهذه الطريقة لم يعد مقبولاً”.

على المقلب الآخر، ترى مصادر من “قادة المحاور” في باب التبانة أن “الاشتباكات الأخيرة افتعلها مسلحو جبل محسن للتغطية على مجزرة عرسال، ولفت الانتباه عن عمل المحكمة الدولية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.