مصادر لـ”الراي”: عون مضى نحو ارتكاب خطأ كبير في كلامه عن مثلث الاضلاع
لم يكن الحدَث في “ساحة النجمة” حيث مقر البرلمان والكواليس السياسية الوقائع المتوقّعة لجلسة الانتخاب، بل الموقف المثير للجدل الذي اعلنه رئيس “التيار الوطني الحر” العماد ميشال عون عن سعيه لإقامة “المثلث الاضلاع” الذي يضمّه والرئيس سعد الحريري والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عبر حديث أدلى به ليل الاربعاء الى محطة “المنار” التابعة للحزب في مناسبة الذكرى 14 لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي.
وقد استدعى هذا الموقف بتوقيته عشية انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية التوقف عند دلالاته خصوصاً انه أطلق موجة ردود فعل سلبية من خصوم عون الذين حذروا من خطورة هذا الكلام.
فبحسب مصادر بارزة في قوى 14 آذار وكذلك في أوساط الوسطيين، فان النظرة الفورية الى هذا الموقف لا تنفصل عن محاولة عون ايهام أنصاره كما خصومه انه لا يعتبر ان بداية مرحلة الفراغ تعني قطعاً لورقة حظوظه في الرئاسة على ما توحي كل المؤشرات بل أراد الايحاء انه لا يزال متقدما كل الاحتمالات بعد 25 أيار.
ولكن المصادر نفسها تعتبر عبر “الراي” ان عون، الذي يعقد الاثنين مؤتمراً صحافياً يحدد فيه موقفه لمرحلة ما بعد الفراغ، مضى نحو ارتكاب “خطأ كبير” في إثارته المخاوف والشكوك لدى المسيحيين خصوصاً من موضوع اللعب على وتر حصر التمثيل المسيحي بشخصه وتياره اولاً ومن ثم في استحضار هاجس “المثالثة” (السنية – الشيعية – المسيحية) بدل المناصفة (المسيحية – الاسلامية) من خلال طرحه المفاجئ للثلاثي القائم على شخصه والحريري ونصر الله والذي يستبعد فيه ايضاً المكوّن الدرزي عبر عدم ذكر النائب وليد جنبلاط.
وتشير المصادر الى ان عون بدا غير آبه بالتداعيات التي قد يثيرها لدى الكثير من القوى المسيحية وغير المسيحية وهو امر ينمّ إما عن يأس فعلي في الوصول الى الرئاسة وإما عن محاولة إحراج حليفه الاساسي “حزب الله” من خلال تصوير نفسه جسر تواصل بين الحزب والحريري. كما ان هذه المحاولة أرادت اثارة انطباع عن بُعد إقليمي يتصل بمناخ الحديث عن تقارب إيراني – سعودي محتمل بما يؤكد في رأي المصادر ان عون لا يزال يتطلع الى إلباس طموحه الرئاسي وظيفة اقليمية، وهو الامر الذي يكتسب دلالة سلبية لا ايجابية كون موقف عون جاء بعد ثبوت عدم مماشاة السعودية لطموحات عون في الحصول على موافقتها على انتخابه أقلّه في ما أثبتته التطورات حتى الساعة.
وفي موازاة ذلك، قالت أوساط قريبة من مرجع رسمي كبير لـ”الراي” ان المحاولات الكثيفة التي جرت خلف الكواليس للدفع نحو التمديد للرئيس ميشال سليمان في اللحظة الاخيرة والتي لم تنجح كشفت فعلاً انخراط عدد من السفراء الغربيين في هذه المحاولات وهو الامر الذي يعني ضمناً ان هؤلاء السفراء ما كانوا ليقدموا على هذه المحاولات لولا معطيات لديهم بان اي بلورة لإمكان انتخاب رئيس جديد لن تكون واضحة ومضمونة في القريب العاجل.
وتضيف هذه الاوساط انه رغم الكلام عن فترة محدودة للفراغ الرئاسي فان اي معطيات جدية وواقعية لا يمكن الركون اليها لرسم أفق زمني واضح لمرحلة الفراغ الذي سيحدد مسارها بالنسبة الى 8 آذار السيد نصر الله عصر الاحد في كلمة يلقيها لمناسبة عيد “المقاومة والتحرير”. كما انه لا يزال مبكراً الجزم بلائحة المرشحين الجديين الذين سيطرحون في مرحلة ما بعد 25 أيار، ولو ان بعض المعطيات الجدية تكاد تؤكد ان أسماء الزعماء الذين طرحوا في هذه الحقبة باتت غير قابلة للتسويق خارجياً وداخلياً.