مصادر بكركي نفت عبر “الديار” ايّ زيارة للراعي الى سوريا قريباً
اكدت مصادر دينية مقرّبة من الكاردينال مار بشارة الراعي لـ”الديار” أن “سيّد الصرح لا يزال على مواقفه الداعمة للبنان فقط وليس لفريق سياسي معيّن، لانه لا يغيّر في الثوابت ولا يدخل في زواريب السياسة، اذ يحاول ومنذ انتخابه ان يفتح صفحة جديدة مع الجميع، لذا نعمل على ان يكون الصرح البطريركي على تواصل دائم مع كل المسؤولين تحت لواء “الحوار مع الجميع”، اي كل القوى السياسية من دون إستثناء، ومن الخطأ ان يعمد البعض على إظهار بكركي وكأنها ضمن تموضع سياسي معيّن، لافتة الى ان الراعي يحاول جمع المسيحييّن وبالتالي اللبنانييّن حول قواسم مشتركة بمعزل عن اختلافاتهم في السياسة، ويعمل من خلال زياراته الى مختلف البلدات والقرى اللبنانية على لمّ شملهم ، وبكركي لا تميّز بين فريق وآخر وهي ليست طرفاً ضد آخر، مؤكدة انه من الظلم إعتبار دفاع الراعي عن بعض الثوابت والقيم وكأنه تحوّلُ في النهج او الخط المتبع في الصرح”.
وعن إمكان وجود معطيات لدى البطريرك الراعي ساهمت بعض الشيء في تغيير مواقفه السياسية، رأت مصادر الصرح ان البطريرك وبحكم مسؤوليته الجديدة وموقعه المتقدّم شعرَ ان الابواب ُفتحت امام الحذر والخوف ليس على المسيحييّن فقط بل على لبنان ككل، مما جعل الهواجس ُتطرح، وهو يعمل على حماية مصالح المسيحيّين ووجودهم في لبنان انطلاقاً من قراءة عميقة للواقع، خصوصاً ان الفاتيكان راض عن مواقفه منذ وصوله الى سدّة الصرح البطريركي، لذا على البعض ان يفهموا ان مواقفه لا تعني الاصطفاف السياسي الى جانب اي فريق ، نافية ان يكون في وارد زيارة سوريا قريباً كما يشيّع البعض.
واشارت الى ان بكركي تعمل اليوم على رسم سياسة مستقلة هدفها إرضاء جميع القوى المسيحية خصوصاً انها منقسمة بين فريقين، لذا يعمل الكاردينال الراعي منذ إنتخابه في ربيع 2011 بهذه السياسة المنفتحة، ويتخذ قراراته بالتوافق مع عدد من المطارنة الموارنة القريبين منه ويأتي في طليعتهم المطرانان سميرمظلوم وبولس صيّاح، نافية ما يردّد اليوم عن إنقسام داخل مجلس المطارنة الموارنة لان البيان الشهري يأتي بعد موافقة كل المطارنة عليه، كما نفت وجود اي خلاف مع الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، معتبرة ان كل ما يقال في هذا الاطار مجرّد كلام اعلامي حاقد يعمل على زرع الفتنة بين المراجع المسيحية الدينية العليا، واكدت ان التسيق قائم دائماً مع الفاتيكان خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي تستوجب التضامن على كل الاصعدة.
وعن مدى إنفتاح بكركي اليوم على حزب الله من خلال اللجنة المشتركة، اشارت مصادر الصرح الى ان البطريركية المارونية على حوار دائم مع حزب الله حول كل الامور، من خلال لجنة مشتركة تتألف من المطران سمير مظلوم والسيّد حارث شهاب وعضوّي المكتب السياسي في حزب الله غالب أبو زينب ومصطفى الحاج علي، وهي تعقد اجتماعاتها احياناً بعيداً عن الاعلام، لكن اللقاءات لم تنقطع بين الطرفين منذ ان أسس البطريرك صفير اللجنة عام 1993، علماً انه في مرحلة من المراحل خفت وتيرة اللقاءات، واكدت ان بكركي لا تقاطع أحداً وهي على تواصل مع الجميع لكن لديها رأيها الخاص في بعض الملفات، ولا تساير احداً على حساب ثوابتها، فهناك أمور متباينة تشكل اختلافاً في وجهات النظر مع حزب الله لكنها لا تصل الى الخلاف، ونحن نحاول أن يكون التباين ايجابياً لا سلبياً، وختمت المصادر بأن البطريرك الراعي كان وسيبقى الحاضن الاساسي لجميع اللبنانيين، والداعم الاول لحرية لبنان وسيادته واستقلاله وهو شخصية وطنية لا تهدف الى تغيير ثوابت بكركي مهما تبدلت الظروف.