مرجع وسطي لـ”الأنباء”: الأولوية لقانون انتخابي على قاعدة النسبية لكسر الاصطفافات
حذر مرجع وسطي في حديث لـ “الأنباء” من الاستمرار بالعبث في ملف الاستحقاق الرئاسي وكأن شيئا لم يكن، في حين أن المنطقة تغلي من حولنا وهناك خرائط تتبدل ودول عديدة تتحسس رأسها في ظل الفكر التكفيري الذي لا يقيم وزنا لحدود الدول ولا لمؤسساتها”.
وأوضح المصدر أن الخارج المنشغل بالتحولات في المنطقة، والعامل على دفع تداعياتها الخطيرة عنه نتيجة تسرب إرهابيين إلى داخله يحملون جنسيات أوروبية وغربية، ترك للبنانيين حل مسألة الاستحقاق الرئاسي وعدم انتظار الوحي الخارجي الذي يبدو أنه ليس في وارد التفكير الجدي بالتدخل أقله في المدى المنظور.
ويقول المصدر إن الأجواء التي لمسها في “العاصمة الفرنسية” باريس، كلها تشجع على الوفاق اللبناني ـ اللبناني واقتناص فرصة انشغال الخارج بقضايا كبرى لكي يمسك اللبنانيون بناصية الحلول بأيديهم في ترجمة عملية للبننة الاستحقاقات، مع حرص شديد على الاستقرار وإبقاء الوضع ممسوكا أمنيا ومتماسكا اقتصاديا، ويرى المصدر نفسه “ان على الجميع الاقتناع، وسريعا، بحتمية الاحتكام للعبة الديموقراطية وعدم التذرع بما يسمى “أحقية” في هذا المنصب أو ذاك الموقع، لأنه إذا نظرنا إلى توزيع القوى داخل المجلس النيابي فإنها تظهر بما لا يقبل الشك أنه يتعذر على أي من فريقي الانقسام السياسي في قوى 8 و14 مارس الإتيان برئيس من صلب فريقه السياسي، لذلك المسؤولية الوطنية والممارسة الديموقراطية الحقة توجب على الجميع الذهاب، وبلا تباطؤ أو انتظار “الروح القدس” إلى التوافق على مرشح يجمع صفات الوفاقي القادر على إمساك العصا من الوسط، ويقدر على الموازنة من دون ترجيح كفته على أخرى وانتخابه رئيسا للجمهورية قادرا على إطلاق الحوار الوطني من جديد على أن تكون الأولوية المطلقة لقانون جديدة وعصري للانتخابات على قاعدة النسبية لكسر الاصطفاف الحاد داخل البرلمان ولتوفير الحظ للوسطيين ليأخذوا دورهم الطبيعي”.
ونبه المصدر إلى خطورة البقاء على المواقف الجامدة والخشبية، إذ المطلوب مغادرة الأنانية والشخصانية التي لا تؤدي إلى خسارة المسيحيين الدور المميز الذي أناطه الدستور بهم، عندما جعل من رئيس الجمهورية الماروني الحكم ورئيس كل المؤسسات والمؤتمن على الدستور.