مرجع حكومي سابق لـ”السفير”: ثلاثة اختيارات في الاستحقاق الرئاسي
يعتبر مرجع حكومي سابق “ان انتخاب اي شخصية لرئاسة الجمهورية خارج اطار الدائرة التي تبعث الامل عند اللبنانيين، سيكون بمثابة الصدمة السلبية وإجهاض كل التمنيات بدخول البلاد عهدا جديدا من الاستقرار وعودة النمو وفتح الآفاق امام تركيز ايجابيات من شأنها ان تحيط الوضع اللبناني بمظلة من الحماية الامنية والاقتصادية، ويمنع اسقاط المزيد من الاحباط على اللبنانيين نتيجة تفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي، بما يفتح البلاد على مخاطر امنية اضافية”.
ويعتبر المرجع “ان لبنان بحاجة الى تجربة جديدة مغايرة لكل التجارب التي شهدها منذ دخوله في حقبة دستور الطائف، باستطاعتها المواءمة بين التحديات الامنية والاقتصادية، والانطلاق وفق منظومة متوازنة تحفظ السلم الاهلي، وتستفيد من ايجابيات التجربة التي سادت ابان رئاسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري للحكومة، والتي تركت انعكاسات ايجابية على الداخل اللبناني، واعطت راحة واطمئنانا للبنانيين المقيمين والمغتربين”. مشيرة إلى أن “وجود شخصية في سدة الرئاسة قادرة على انتاج هكذا توازن، يريح القوى الدولية والاقليمية والعربية المعنية بالوضع اللبناني كونها تصب اهتماماتها على تحديات داخل دولها، اضافة الى تحدي مواجهة الارهاب الذي تحول الى جهد عالمي يخوض حربا عالمية ثالثة بإرادات تتقاطع على محاربته، فضلاً عن الحاجة الى الاستقرار والرعاية الاقتصادية الحكيمة على ابواب بدء التنقيب عن النفط والغاز في المياه اللبنانية والتي سيليها بدء التنقيب في البر اللبناني”.
ويضيف المرجع: “ان لبنان يزخر بالشخصيات المميزة القادرة على التصدي لهذه المسؤولية، وعلى القوى السياسية ان تتضافر جهودها والانفتاح على بعضها البعض لاختيار الشخصية التي تتناسب مع الحاجة الوطنية في هذه المرحلة، وتتمتع بالقدرة المستندة على تجربة عميقة في تحمل عبء الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلد، بما يؤمن راحة للجهات المختصة في مهمتها الكبيرة لدرء المخاطر الناجمة عن انفلات الجماعات الارهابية التكفيرية والتي يستفيد منها العدو الاسرائيلي في عدوانه المستمر على لبنان”.
ويقول المرجع: “ان الشخصية التي يجب ان تتقدم لاعتلاء سدة الرئاسة وفق اجماع لبناني عليها، يفترض ان تحمل عبئا عن الدول المعنية بلبنان غير القادرة على تقديم المساعدة له نتيجة الاوضاع التي تمر بها. فالولايات المتحدة الاميركية وحليفتها اوروبا تعانيان من ازمة خانقة نتيجة انعكاسات الازمة المالية العالمية التي لا زالت تلقي بثقلها على هذه الدول والتي عصفت بمجتمعاتها منذ العام 2008. ودول مجلس التعاون الخليجي التي لم تبخل يوما بتقديم يد العون والمساعدة الى لبنان، وكان آخرها الدعم السعودي للجيش اللبناني بثلاثة مليارات دولار، لم تعد قادرة على الاستمرار بذات الزخم وهي توظّف كل امكاناتها المالية لابعاد شبح ما يحدث في المنطقة عن دولها”.
لذلك يرى المرجع “ان لبنان في موضوع الاستحقاق الرئاسي يدور بين ثلاثة خيارات: اما التمديد للرئيس العماد ميشال سليمان، وهذا الامر يجب ان يكون محتوما في حال اقتربت المهلة الدستورية للانتخاب من نهايتها ولم ينتخب رئيس جديد للجمهورية، لان اي فراغ ستكون نتائجه اكبر مما يتوقع ويظن الافرقاء اللبنانيون. او انتخاب الشخصية التي تتوافر فيها المواصفات الانفة الذكر، ويعتبر على مسافة واحدة من كل الافرقاء ويحظى بثقة دولية وعربية وانتخابه سيكون بمثابة الاوكسجين للبنانيين. او الفراغ المنظم الذي يوضع في عهدة الجيش اللبناني الاقدر على التصدي لهذه المهمة كونه يحظى بثقة اللبنانيين”.