مخطط مسرب لمهاجمة القوات الروسية في سورية
صحيفة البعث السورية-
سمر سامي السمارة: (ترجمة)
كشفت وثائق سرية مسربة أن الجيش الأوكراني كان يخطط لمهاجمة القوات الروسية المتمركزة في سورية، بهدف تشتيت انتباه روسيا، والتسبب في حدوث أضرار شديدة، وخسائر في الأرواح بعيداً عن ساحة المعركة في شرق أوروبا.
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي قد ألقى القبض على الطيار الأمريكي جاك تيكسيرا، الذي التحق بالحرس الوطني الجوي، في 26 أيلول 2019، ومن ثمّ جُنّد في قاعدة أوتيس في كيب كود بولاية ماساتشوستس، نتيجة لتسريبه معلومات عسكرية سرية، وقيامه بعرضها على منصة دردشة ديسكورد.
تجدر الإشارة إلى أنه كان من بين الوثائق، تفاصيل التخطيط والتقييم للهجمات على القوات العسكرية الروسية في سورية، التي سينفذها الشريك العسكري للولايات المتحدة الأمريكية في تلك المنطقة، أي ميليشيا “قسد” الانفصالية.
وفي هذا الصدد، تسيطر ميليشيا “قسد” الانفصالية التي تم زرعها في سورية من قبل الولايات المتحدة التي مولتها وقدمت لها الدعم العسكري، على الربع الشمالي الشرقي من سورية لتنفيذ برنامج تطهير عرقي أدى إلى نزوح السكان الأصليين من منازلهم وأراضيهم.
تم التخطيط لتزويد ميليشيا “قسد” الانفصالية التي تعمل جنباً إلى جنب مع قوات الاحتلال الأمريكي في سورية بطائرات بدون طيار، ومعدات أخرى لمهاجمة القوات الروسية في سورية.
تُظهر الوثائق المسربة أن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية قد خططت للهجمات في سورية، باستخدام ميليشيا “قسد” الانفصالية، لغرض فتح جبهة ثانية في الحرب مع روسيا، وتشتيت اهتمامها بالهجمات على قواتها في سورية، وإضعاف قدراتها العسكرية.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، فقد أمر الرئيس الأوكراني زيلينسكي بتوقيف المخطط السري أواخر العام الماضي، غير أن الوثائق المسربة بينت كيف خططت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية لتنفيذ هجمات على القوات العسكرية الروسية في سورية بشكل لا يورط الحكومة الأوكرانية بشكل مباشر.
من الضرورة بمكان الإشارة إلى أنه تمت دعوة الجيش الروسي إلى سورية من قبل الحكومة السورية في تشرين الأول 2015، عندما كانت جماعة “جبهة النصرة” الإرهابية في ذروة أعمالها الإرهابية، حيث استطاعت القوات الروسية بعد الوصول إلى سورية، جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري في صد الإرهابيين، وتحرير المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتهم.
وقد تمكنت الحكومة السورية من استعادة كافة الأراضي السورية، باستثناء المنطقة التي تحتلها ميليشيا “قسد” الانفصالية، وجزء من محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام”، حيث تحتجز قرابة 3 ملايين رهينة من المدنيين الذين يتعرضون لكافة أشكال التعذيب والترهيب والاحتجاز التعسفي.
على الرغم من استمرار القوات الروسية بمحاربة تنظيم “داعش”، إلا إنه يمكن مقاربة الوجود الروسي في سورية اليوم بمهمة بعثات حفظ السلام، حيث تتمتع روسيا بعلاقة عمل وثيقة مع سورية وإيران، وتتفاوض للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية.
جدير بالإشارة أنه لو تم تنفيذ الخطة الأوكرانية لمهاجمة القوات الروسية في سورية، فقد يكون الرد عملية عسكرية ضد ميليشيا “قسد” الانفصالية، والتي كان من الممكن أن تؤدي إلى سقوط قتلى أو إصابات لدى قوات الاحتلال الأمريكي، وانسحابها إلى العراق.
وبموجب الخطة، طالبت ميليشيا “قسد” الانفصالية بالحماية، وعدم الكشف عن أنها مصدر الهجمات المخطط لها، وبدلاً من ذلك تحميل المسؤولية للإرهابيين الذين تحميهم الولايات المتحدة ممن يسيطرون على إدلب.
بالإضافة إلى ذلك، لدى تركيا قوات عسكرية تحتل إدلب، وفي حال تم تنفيذ الخطة، كان من الممكن أن تهاجم روسيا إدلب بوصفها مصدراً للهجمات المخطط لها، ما يعني احتمالية مواجهة مباشرة بين تركيا وروسيا على الأراضي السورية.
بالطبع، قد تكون الولايات المتحدة قد أمرت زيلينسكي بوقف الهجمات المخطط لها على القوات الروسية في سورية، وتصّر واشنطن على إبقاء قواعدها غير الشرعية في سورية لمنعها من الوصول إلى موارد الطاقة، وبالتالي منع سورية من التعافي من هجوم الولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي الذي بدأ منذ عام 2011.
في الحقيقة، من المؤكد أن الولايات المتحدة قد فشلت في خطتها لتنصيب دمية أمريكية في سورية، لكنها نجحت في ضمان بقاء زعيم يمكن التلاعب به بسهولة في أوكرانيا.