مخططات وأهداف العدو في سورنة إيران
صحيفة الوفاق الإيرانية-
علي حسن حيدري:
كإحدى القوى الفاعلة التي تلعب دورًا رئيسيًا في إدارة التطورات الإقليمية والعالمية، كانت الجمهورية الاسلامية دائمًا في مركز اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية، ولكن بعد الاضطرابات الأخيرة، ركزت وسائل الإعلام العالمية على أحداث إيران بشكل غير مسبوق.
يشارك علماء الاجتماع والخبراء السياسيون أيضًا في تحليل هذه القضية من زوايا مختلفة. ويبدو أن تقييم الاضطرابات بناءً على المنهج المقارن الذي يحلل الاضطرابات الأخيرة بناءً على نموذج الأزمة السورية، هو أكثر انعكاسًا بين التحليلات المقدمة. يعتقد أولئك الذين يؤمنون بهذا التحليل، واكثرهم في الغالب بين الخبراء المستقلين والمدافعين عن النظام الإسلامي، أن أعمال الشغب هذه مخططة مسبقًا وأن العدو يسعى إلى تنفيذ سيناريو السورنة (عام 2011) في إيران. ويرون أن العدو يحاول دفع الخلافات السياسية في البلاد في اتجاه من شأنه أن يخلق وضعاً مشابهاً لسوريا، بمساعدة مجموعات مسلحة مختلفة لديها الإرادة والوسائل اللازمة للتنفيذ على المدى الطويل. من خلال مقارنة أوجه التشابه بين أعمال الشغب والأساليب والتكتيكات التي نفذها المشاغبون في إيران وسوريا، وتشكيل مجموعات معارضة داخلية وداعميها الأجانب، يؤكدون الطرح القائل بأن العدو يحاول تطبيق النموذج السوري في إيران في أعمال الشغب الأخيرة. .. وبالطبع يستند هذا التحليل إلى عدة خصائص مشتركة بين الأزمتين:
1.التواجد المنظم والمستهدف للجماعات الإرهابية العرقية والدينية في الاضطرابات والجهود المبذولة لتفعيل الانقسامات الاجتماعية من أجل الاستفادة من قدرة الاختلافات العرقية والدينية. 2.الجهد الهادف والمنهجي لتيارات المعارضة الداخلية والخارجية لتفعيل الخلل الاجتماعي والسياسي بهدف التآزر بين أعمال الشغب في الوسط والأطراف؛ 3.تركيز العدو على أسلوب شيطنة النظام السياسي والمنظمات والمؤسسات الثورية والمدافعين عن الأمن والوطن. 4.تركيز العدو على مشروع تشويه سمعة وسائل الإعلام الوطنية ومصادر المعلومات وتقديم الإعلام الغربي كمصدر معلومات صادق. 5.التخطيط لتسليح المشاغبين بهدف رفع مستوى الأزمة ودفع الشغب نحو حرب المدن والحركات الإرهابية (القتل وهزيمة سلطة المخابرات والأمن) في الوسط والأطراف؛ 6.أن يكون التخطيط لتنفيذ إجراءات التفجير والتدمير في مراكز توقيف المشاغبين بما في ذلك السجون، من أجل تحريض الناس على مهاجمة السجون وتنفيذ شعار تحرير السجين السياسي بيد الشعب. 7.تسليط الضوء على أخبار الأعمال التخريبية للمشاغبين بهدف تعزيز ثقتهم وإثارة فكرة أن الوضع خارج عن سيطرة الحكومة وأن الإطاحة بها ممكنة؛ 8.محاولة تنفيذ استراتيجية المنطقة أو المناطق الحرة في الشريط الحدودي بمساعدة الجماعات الإرهابية المسلحة ودفع البلاد نحو حرب أهلية. 9.فصل الناس عن النظام السياسي وخلق تكتلات سياسية في المجتمع بهدف مجابهة الناس لبعضهم البعض؛ 10.زيادة الضغوط السياسية والقانونية عند الأزمات بهدف خلق إجماع دولي ضد الدولة من أجل خلق عقبة استراتيجية لأجل المشاغبين و 11.تمهيد الطريق لتوفير إجماع عالمي ضد إيران من أجل تكثيف الضغوط الاقتصادية وزيادة العقوبات العالمية.
ويرى المحللون، اعتمادًا على المؤشرات المذكورة، أنه بعد سلسلة من الإخفاقات في العقود القليلة الماضية، خاصة بعد الحرب بالوكالة في العراق وسوريا، قررت الجبهة المناهضة لإيران زعزعة استقرار جغرافية المقاومة، هذه المرة في عمق جغرافية إيران كمحور للمقاومة. وفقًا لشكل وطبيعة الاضطرابات الأخيرة، التي تستند إلى حركات إرهابية وتفجيرات وعنف شديد، فهي مثال واضح على سيناريو العدو لخلق حالة عدم استقرار واسعة النطاق بمساعدة وكلاء داخل إيران. و ان عدم الاستقرار الدائم لن يتحقق إلا بإعادة إنتاج نسخة السيناريو السوري في إيران.
بناءً على النتائج المشتركة للتحليلات الحالية القائمة على نموذج سوريا لإيران، قررت الدول الغربية والحلفاء الإقليميون، مع العلم أن إسقاط النظام السياسي في إيران غير ممكن، تنفيذ هذا السيناريو في الجمهورية الاسلامية والتأكيد على تنفيذه في هذه المرحلة. في سيناريو الغرب، تم التأكيد بوضوح على استحالة الإطاحة، لكنهم يعتقدون أنه من خلال تطبيق النموذج السوري في إيران، من خلال نشر الاضطرابات ودفعها نحو حرب المدن (في الوسط والأطراف)، فإن البنية التحتية الرئيسية بالبلاد يمكن تدميرها، وفرض حالة متواصلة من عدم الاستقرار ، وتدمير كل القدرات الاستراتيجية لهذا البلد في مختلف القطاعات الاقتصادية والعسكرية والأمنية داخل ايران وفي المنطقة.
وبحسب المخططين الغربيين، بعد حرب الاستنزاف الداخلي، ستكون إيران دولة شبيهة بسوريا بعد الحرب، وستكون في أمس الحاجة إلى مساعدات خارجية بسبب الدمار الهائل. ولكي تحافظ على حياتها السياسية ستكون مضطرة لتقديم أي تنازلات في المفاوضات المستقبلية لكونها في حالة ضعف وانقسام. وبحسب التحالف المناهض لإيران، فإنه من خلال إضعاف الحكومة المركزية، ستصبح تيارات المعارضة شبكة قوية ومؤثرة، وفي أي عملية ديمقراطية سيكون بإمكانها الوصول إلى السلطة لفترة طويلة، وهذا يعني أن ايران بعد الأزمة ستكون في حالة صراع دائم، وسيكون من المستحيل إعادة إنتاج الوحدة الوطنية والانسجام فيها. وهذا يعني انهيار السيادة السياسية والانهيار غير الرسمي لجغرافية إيران. وهذا حلم لن يتحقق بالطبع.