محلل سياسي: السعودية وتركيا ستعجزان عن تحصيل الضوء الأخضر الدولي للتدخل في سوريا
أكد المحلل السياسي السوري أكرم مكنا إن الانتصارات العسكرية التي يحققها الجيش السوري في المواجهة مع الميليشيات التكفيرية وضعت الحل السوري على سكة البحث عن حل سياسي سريع من قبل امريكا.
ولفت مكنا إلى أن إصرار واشنطن على أن تشارك المعارضات السياسية في محادثات جنيف دون شروط مسبقة يعكس نوعا من التوافق الروسي الأمريكي على جملة من الملفات، في ظل مرحلة يحاول السعوديون أن يكون لهم كلمة في المرحلة القادمة من خلال التهديد بتدخل عسكري مباشر، إلا أن هذا التهديد لن يعدوا التصريحات الإعلامية.
مكنا وفي حديث خاص لوكالة أنباء فارس أوضح إن النظام السعودي لم يملك القدرة أن يتحصل على ضوء أخضر لتسليح الميليشيات المسلحة بصورايخ مضادة للطيران مع بدء العملية الروسية، فكيف له أن يتحصل على هذا الضوء في مقابل تدخل عسكري لن يكون إلا بمثابة إعلان بداية حرب عالمية ثالثة، من الأكيد إن واشنطن والناتو لا يفكران بقيامها مطلقاً.
ولفت المحلل السياسي إلى أن التصريحات التركية في إطار التدخل البرّي داخل سوريا، لا يمكن لها هي الأخرى أن تدخل مرحلة التطبيق العملي، على الرغم من إن تركيا كانت قد دعمت الميليشيات بشكل مباشر من قبل مدفعيتها في أكثر من منطقة في الشمال السوري، والدليل على ذلك هو عجز النظام التركي من الوصول إلى موافقة أمريكية أو أوروبية على إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري تحت المسميات الإنسانية الكاذبة التي أطلقتها تركيا في أكثر من منطقة.
وأشار مكنا إلى أن النظام السعودي يحاول توريط الأتراك في توتير العلاقة مع إيران أكثر مما يجب لأنقرة أن تفعل، ويستفيد السعوديون من تقاربهم مع الكيان الإسرائيلي، كما أنهم يحاولون الضغط على الإدارة الأمريكية للوصول إلى قرار أمريكي بالتدخل العسكري في سوريا لجهة إعادة القوة الإرهابية العاملة لصالح المشروع الأمريكي في سوريا إلى سابق عهدها، إلا أن واشنطن التي تحاول الاستفادة من متغيرات المنطقة سواء من خلال القرار الدولي بالغاء الحظر على إيران، أو استيعاب تمدد القوة الروسية نحو الشرق الأوسط بأقل قدر ممكن من الخسائر، لن تذهب إلى اتخاذ قرار بمثل هذا التدخل، فالمجتمعات الأوروبية التي باتت تعاني من أزمة الإرهاب، وأزمة المهاجرين الناتجة عن الإرهاب، لم تعد ترغب باستمرار الحرب المفروضة على سوريا، وعلى الأمريكيين الموازنة ما بين مصالحهم في المنطقة وعلاقتهم مع حلفائهم الأوروبيين من جهة، والجموح الإسرائيلي السعودي من جهة أخرى، ومن الأكيد إن كفة الحلفاء سترجح، مع العلم إن اﻷمريكيين مستفيدين من هذا الجموح، وهم يفضلون الخيار العسكري في سوريا واحتلالها كما فعلوا في العراق، لكنهم يدركون أن ذلك مستحيلاً، ﻷنها ليست لقمة سائغة عسكريا، ولن تكون لوحدها في أي معركة مفتوحة مع الولايات المتحدة الامريكية.
وفيما يخص موافقة وفد الرياض على حضور لقاء جنيف للحوار مع الحكومة السورية، أكد مكنا إن هذه خطوة لن تكون مثمرة ما لم يكن الوفد المعارض ممثلا عن كافة أطياف المعارضة بمعنى أن يشمل الأسماء التي رشحتها موسكو، وتلك التي دعيت من المعارضة الداخلية، واقتصار وفد المعارضة على القادمين من الرياض، سيعني بالضرورة عرقلة جديدة للملف السياسي من قبل السعودية التي تحس بأنها خارج إطار المنطقة حاليا، والمطالب السعودية من الأزمة السورية تعبر عن انفصال آل سعود عن الواقع السياسي والعسكري للمنطقة عموما.
وختم مكنا حديثه بالتأكيد على إن الهدنة التي يتحدث عنها المحور الأمريكي في سوريا، هي محاولة لتثبيت مواقع الميليشيات المسلحة قبل إطلاق العملية السياسية، لأن الميدان يميل بشكل لحظي لصالح الدولة السورية أكثر، وهذا يعني تعزيز القوة السياسية السورية على طاولة الحوار، الأمر الذي يعني بالنسبة لواشنطن انعدام الفرصة لتحصيل المكاسب من الملف السوري، وإذا ما أردات أمريكا أن تصل لمرحلة إيقاف إطلاق النار في سوريا، فعليها أن تعمل مع حلفائها على وضع قائمة المنظمات الإرهابية دون أن يكون ثمة معايير انتقائية لهذه الميليشيات، لأن دمشق تؤكد ألا هدنة مع الإرهابيين، وكل من يتواجد في سوريا هم من الإرهابيين التكفيريين، وبالتالي سيكون على واشنطن الاعتراف بأن هذه الهدنة غير جدية وغير مجدية ولا قانونية أصلا.