محقق صحفي يؤكد تمويل السعودية بن لادن خلال السنوات الخمس الأخيرة من حياته
قال الصحفي سيمور هيرش أنّ الجيش الباكستاني قبل الأموال من السعودية للإعتناء بزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، داحضاً الرواية الأمريكية حول مقتله على أيدي قوات البحرية الأمريكية.
وبنّد الصحفي الحائز على جائزة بولترز، في مجلة “لندن ريفيو أوف بوكس”، في تقرير له أبرز نقاط الإختلاف بين ما يقول هو أنّها الحقيقة، وبين رواية الإدارة الأمريكية بقيادة باراك أوباما، لما حدث في اللحظات الأخيرة من حياة بن لادن في عام 2011، حسبما ذكر موقع “التقرير” الإلكتروني:
– بدلًا من الاختباء في باكستان، كان بن لادن سجينًا لدى الجيش الباكستاني، الذي لم يعرف فقط مكان وجوده، بل واحتفظ به تحت الإقامة الجبرية، وقبل الأموال من المملكة العربية السعودية للعناية به، ومن الجدير بالذكر هنا أن هذا الادعاء هو تكرار لصدى تقرير صحيفة نيويورك تايمز في عام 2014، الذي جاء فيه أن وكالة الاستخبارات الباكستانية ISI كلفت مكتبًا خاصًا من مكاتبها بالتعامل مع بن لادن.
– فكرة أن الإيهام بالغرق وغيره من أساليب “الاستجواب القاسية”، هي التي أوصلت المحققين للمعلومات التي أدت إلى معرفة مكان بن لادن، هي فكرة ملفقة تمامًا، وبدلًا من ذلك، كان أحد الوشاة هو من أبلغ المسؤولين الأمريكيين في باكستان بمكان تواجد بن لادن مقابل مكافأة قدرها 25 مليون دولار.
– دفعت السعودية أموالًا للسلطات الباكستانية بمقابل إيواء وتمويل إقامة بن لادن خلال السنوات الخمس الأخيرة من حياته.
– لم يدفن بن لادن في البحر، كما تدعي الرواية الرسمية الأمريكية. وبدلًا من ذلك، قامت قوات البحرية بقذف أجزاء من جسده المثقل بالرصاص على سفح جبال هندو كوش أثناء عودة الفريق إلى أفغانستان على متن طائرة هليكوبتر.
ويعتمد تقرير هيرش على مجموعة من المصادر المسماة والغير مسماة، فضلًا عن العديد من الاقتباسات المباشرة من رئيس جهاز المخابرات الباكستاني ISI المتقاعد، أسد دوراني.
وفي أحد أجزاء مقاله، يقول هيرش: “اتصلت في هذا الربيع مع دوراني، وقلت له بالتفصيل ما كنت قد علمته عن الهجوم على بن لادن من مصادر أمريكية، وهو أن بن لادن كان معتقلًا لدى الاستخبارات الباكستانية في مجمع أبوت أباد منذ عام 2006، وأن كياني وباشا (مسؤولان باكستانيان) عرفا بالغارة في وقت مبكر وكانا حريصين على التأكد من أن المروحيتين اللتين تحملان فريق التنفيذ إلى أبوت ستتمكنان من عبور المجال الجوي الباكستاني دون إثارة أي إنذارات، وأن وكالة المخابرات المركزية لم تعلم بمكان وجود بن لادن من خلال تتبع البريد السريع القادم له كما زعم البيت الأبيض منذ مايو 2011، بل كان ضابط باكستاني كبير في المخابرات هو من خان السر في مقابل جني مكافأة الـ 25 مليون دولار التي تقدمها الولايات المتحدة، وأن العديد من الجوانب الأخرى لرواية الإدارة الأمريكية كانت كاذبة فيما يتعلق بأمر أوباما بتنفيذ العملية وتنفيذ فريق القوات الخاصة لها”.
وقال لي دوراني بعدها: “عندما يصدر الإصدار الخاص بك لمقتل بن لادن، سوف يكون الناس في باكستان ممتنين جدًا، لقد توقف الناس منذ فترة طويلة عن الثقة بما يخرج عن بن لادن من الأفواه الرسمية، وسيكون هناك بعض التعليق السياسي السلبي، وبعض الغضب، ولكن الناس يحبون الحقيقة، وما قلته لي للتو هو ما سمعته من الزملاء السابقين الذين كانوا في مهمة لتقصي الحقائق حول هذه العملية“.
ويختتم هيرش تقريره باتهام صريح لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وإدارة أوباما، قائلاً: “لا يزال الكذب رفيع المستوى يمثل طريقة عمل السياسة الأمريكية، جنبًا إلى جنب مع السجون السرية، وهجمات الطائرات بدون طيار، والغارات الليلية للقوات الخاصة، وتجاوز سلسلة القيادة، والاستغناء عن أولئك الذين قد يقولون: لا”.
هذا، وكان هيرش الذي يعد من أبرز الصحفيين الاستقصائيين في العالم، هو من كشف عن مذبحة ماي لاي أثناء حرب فيتنام في عام 1969، وفضيحة أبو غريب في عام 2004، وقد كتب عن عمليات الجيش الأمريكي لعقود من الزمن، ورغم أنه يعد من الصحفيين المتعاقدين مع مجلة نيويوركر الشهيرة، وقد كتب لها تحقيقاته منذ وقت طويل، إلا أن هذه المجلة لم تكن هي من نشرت مقاله الجديد حول عملية اغتيال بن لادن، وهو ما أثار تساؤلات وشكوك لدى بعض المراقبين، وفي ردها على هذا الأمر، قالت صحيفة كوارتز إن السبب قد يكون نشر نيويوركر لتحقيق مطول حول العملية في عام 2011 يؤيد تمامًا الرواية المضادة لرواية هيرش، وهي نفس الرواية الرسمية الصادرة عن البيت الأبيض.