متنكرة لضحايا “مرمرة”: حكومة أردوغان تعود للتعاون العسكري مع “إسرائيل”
صحيفة تشرين السورية:
بعد فتح أراضيها أمام صواريخ «ناتو» تنكرت الحكومة التركية للضحايا الأتراك الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في اعتدائه على سفينة «مافي مرمرة» ووافقت على التعاون مع «إسرائيل» ضمن حلف شمال الأطلسي.
الحكومة التركية حليفة «إسرائيل» سابقاً وعلى ما يبدو حالياً ولاحقاً تتنازل الآن أمام ضغوطات الدول الغربية وتعود إلى حليفتها تاركة وراءها كل الشعارات التي أعلنتها في سبيل الحصول على اعتذارات وتعويضات من «إسرائيل» بعد قتل تسعة أتراك بسبب اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي في عام 2010 على سفينة مساعدات إنسانية كانت تبحر إلى غزة وكل ذلك في سبيل دعم المخطط الأميركي- الإسرائيلي في المنطقة الذي يهدف إلى إضعافها وتفتيتها من خلال الفتن.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسي تركي قوله أمس: إن تركيا وافقت على رفع الفيتو عن التعاون غير العسكري لحلف شمال الأطلسي مع «إسرائيل» الذي كانت تعرقله منذ هجوم قوات الاحتلال على سفينة مساعدات إنسانية تركية كانت متجهة إلى قطاع غزة في 2010.
وأضاف المصدر التركي: إن أنقرة وافقت مع الدول الـ 27 الأعضاء في الحلف الأطلسي خلال اجتماع وزراء خارجية الحلـــــف في بروكسل في الرابع من كانون الأول الماضي على اقتراح للأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن لتحريك التعاون مع دول أخرى ووافقت تركيا على مشاركة «إسرائيل» في أنشطة مدرجة على أجندة الحلف لعام 2013 وندوات وورشات عمل ودورات تدريب ومؤتمرات مقابل رفع فيتو بعض الدول الأعضاء في الحلف المتضامنة مع «إسرائيل» عن تعاون مع بلدان قريبة من تركيا ولا سيما في العالم العربي.
ويأتي الاتفاق بعد أن وافق حلف «ناتو» مطلع كانون الأول على نشر بطاريات صواريخ أرض-جو من طراز باتريوت على طول الحدود التركية مع سورية.
أهالي المخطوفين اللبنانيين يحذّرون أنقرة
من جانب آخر، نفّذ أهالي المخطوفين اللبنانيين من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية اعتصاماً أمس أمام السفارة التركية في بيروت مطالبين الحكومة التركية التي ترتبط بعلاقات مع الإرهابيين الخاطفين بالإفراج فوراً عن أبنائهم المخطوفين من دون أي سبب.
وأمهل المعتصمون في بيان لهم الحكومة التركية حتى مطلع العام القادم للتدخل وإطلاق سراح أبنائهم محذرين من أنهم سيعملون على تعطيل كل المصالح التركية بدءاً من مطلع الشهر القادم إذا لم تتم إعادة المخطوفين اللبنانيين التسعة.
واعتبر الأهالي أن استمرار اختطاف أبنائهم الأبرياء يمثل جريمة إنسانية تتحمل الحكومة التركية مسؤوليتها مباشرة، مبينين أنهم لم يلمسوا أي جدية من السلطات التركية في التعامل مع هذا الملف الإنساني.
وأعاد الأهالي في بيانهم إلى الذاكرة ما ارتكبه العثمانيون بحق الشعب العربي زمن الاحتلال العثماني في إشارة إلى أن الوضع لم يتغير والمعاملة هي نفسها، مطالبين بمعرفة إلى أين وصلت المفاوضات بشأن المخطوفين؟.
وسلّم الأهالي ممثلاً عن السفارة التركية رسالة إلى الدولة التركية بهذا الشأن.
وكانت مجموعة إرهابية مسلحة اختطفت في شهر أيار الماضي 9 لبنانيين في الأراضي السورية وتلاعبت الحكومة التركية وبعض الأطراف اللبنانية من تيار المستقبل بالملف، إذ أعلنت أنها ستطلق سراحهم إلا أنها بوعودها الكاذبة زادت من معاناة المخطوفين وذويهم.