ما الذي يجري بين داعش والنصرة والحر
صراعات استخباراتية تؤجج القتال بين جماعات ’القاعدة’ ’داعش’ و’النصرة’ و’الحر’ جماعات تحركها المخابرات الاميركية وتدعمها السعودية !
قبل انطلاق مؤتمر جنيف 2، تفاقمت المواجهات بين الجماعات المسلحة المتعددة ذات الصبغة الوهابية، والتي تنشط بشكل اساسي في شمال سورية. ومنذ الايام الاولى التي ظهرت فيها الجماعات المسلحة، وبدأت الحرب على سورية، اخذت تتسم بطابع السلاح والقتل.
كان واضحاً أنه لا فرق بين “داعش” و”النصرة” وما يسمى “الجيش الحر”، فعمليات القتل متشابهة وما اطلاق تسمية “الحر” الا للهرب من صبغة الجماعات التكفيرية والهدف منها تضليل الرأي العام العربي والدولي، بينما هي جماعات تتبع نفس الفكر والنهج والمدرسة، ولا يمكن ان ننسى المجازر التي ارتكتبها تلك الجماعات وبدايتها كانت في بانياس، حيث كان أسلوب التنفيذ هو أسلوب تنظيم “القاعدة”، وكذلك في جسر الشغور، فالذي اقدم على شق صدر احد الجنود السوريين، هو من عناصر ما يسمى بـ”الجيش الحر”، وعندما فشل ما يسمى “الجيش الحر” في تنفيذ ما كان منوط به من مهام، انتقلوا إلى “النصرة” ومن ثم “داعش”.
من هو أبا بكر البغدادي؟
الأيام الاولى التي ظهر فيها اسم “داعش”، كانت بعد مقتل أبو مصعب الزرقاوي في العراق، فيما بايع هذا التنظيم أبا بكر البغدادي كزعيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، التي اكدت مصادر مطلعة أنه ليس إلا عميلا للاستخبارات الامريكية والسعودية، بعدما طلبت إليه في وقت سابق الإنخراط ضمن صفوف تنظيم “القاعدة”.
وأشارت المعلومات الواردة في أحد التقارير الاستخباراتية، الى ان البغدادي كان في الأساس صناعة أمريكية، وانه في الأخير باع خدماته لصالح الاستخبارات السعوديّة، وتابع التقرير أن الامريكيين ضاعفوا رصيد البغدادي وشهرته عام 2011، عندما رصدوا عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات مؤكدة عنه!.
وكشفت المعلومات ان إطلاق سراح البغدادي وثمانية من كبار قادة القاعدة من سجن “أبو غريب” في العراق، كان مرتبا له مسبقا، حيث أزيلت الشرائح التسجيلية من الكاميرات المنصوبة في مختلف أركان السجن، وأن كسر الأقفال كان عاديا وكأنهم خارجون بشكل نظامي، وتمكنوا من تحرير أكثر من 850 سجينا غالبيتهم من تنظيم “القاعدة”، وانضموا الى تنظيم “داعش” في سورية، لخدمة الهدف وهو تعزيز عمليات الفتنة الطائفية.
واكدت مصادر مطلعة إن السفير الامريكي الاسبق في العراق روبرت فورد، الذي اصبح سفير واشنطن في دمشق، والضالع في مجال بناء العلاقات مع التنظيمات المتطرفة، كان له الدور الكبير والمؤثر في نشأة “داعش”.
إذن فـ”داعش” موجودة مسبقا في العراق وامتدت إلى سورية، وما يجري الآن جاء بعد أن لاح في الأفق مشروع حل سياسي خصوصا بعد فشل فكرة العدوان الأمريكي على سورية، بدأت الدول الداعمة للمسلحين بالتفكير بايجاد مخرج للجماعات المسلحة، وبالمقابل لامتصاص حالة تخبط لدى من يسمون أنفسهم بالمعارضة، بعد عدم قدرتهم للتوصل لتوافق على وفد موحد يمثلهم في جنيف.
في هذا الوقت تماماً، بدء يظهر اسم “داعش” كقوة موجودة على الارض للعلن، فيما ظهر الدور السعودي في ظهور “داعش” بشكل واضح، بعد التسويق لخلاف امريكي سعودي في تلك الفترة، على خلفية دعم الجماعات المسلحة، فيما استمر تدفق المقاتلين الاجانب إلى سورية، تحت عناوين مختلفة، بدعم سعودي ومساعدة امريكية.
وفي حين بدأت وسائل الاعلام المرتبطة بالسعودية، بتوافق امريكي اوروبي، بالتسويق لفكرة أن ما يسمى بـ”الجيش الحر”، سيحارب “القاعدة” التي تنوي إنشاء دولة إسلامية. كان هدف المحاولة إظهار هذه الجماعة كقوة علمانية، قادرة على الامساك بدفة البلاد، والتوجه إلى جنيف 2 بقوة متوازنة، لها ثقل على الأرض مقبولة اروبيا وامريكياً، بعيدا عن التكفيريين، وربما أيضا الإخوان.
إن ما يجري من اشتباكات في شمال سورية تماماً، هو تلميع صورة ما يعرف بـ”الجيش الحر”، واظهار جهة جديدة وهي “الجبهة الاسلامية” واقناع الرأي العام، ان هناك حركات وتقوم الآن بمحاربة الجماعات التي تحمل الفكر التكفيري واعادة قبول فكرة تسليح ما يسمى بـ”الجيش الحر”، وقبوله على طاولة جنيف 2، ولا يمكن ان ننسى ان الدول الاوروبية والتي دخل سورية منها، الآلاف من المتطرفين وسيعودون إليها ويحملون الدمار إليها، تعي تماما خطرهم، وتعلم ان الخلاص منهم لن يكن إلا بهذه الطريقة، وهي الاشتباك مع ما يسمى بـ”الجيش الحر”.
إن اشغال العالم العربي، عن قضية اعتقال ماجد الماجد في لبنان، بأحداث شمال سورية، يأتي في إطار خلط للأوراق بعد أن اعاد الغرب حساباته وتقسيم الأدوار من جديد بين المسلحين بكافة تشكيلاتهم مهما اختلفت التسمية.
حسين مرتضى – موقع قناة العالم