ماذا سيقول روحاني في نيويورك اليوم؟
صحيفة السفير اللبنانية ـ
علي هاشم:
بين واشنطن وطهران طرق عديدة، لكن أياً منها لا يؤدي مباشرة من عاصمة الولايات المتحدة إلى عاصمة الجمهورية الإسلامية، على الأقل هذه هي الحال منذ خمسة وثلاثين عاماً، عمر الثورة الإسلامية في إيران.
إلا أن طريقاً جديداً يبدو أنه في طور التعبيد، افتتحه الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني بمباركة المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي، صاحب نظرية «الليونة البطولية». «الليونة البطولية» هذه هي عينها التي ستحكم خطاب الرئيس الإيراني أمام الجمعية العام للأمم المتحدة في نيويورك اليوم.
الرئيس الشيخ سيحمل ملفات سياسته الخارجية ورؤيته الجديدة للسلوك الخارجي الإيراني، ليطرحه أمام العالم أجمع كخطة طريق لفتح صفحة جديدة في المنطقة والعالم، خالية من الحروب والتوترات، وعنوانها الرئيس تنظيم الخلافات.
سيكون خطاب روحاني الأول له على الساحة العالمية منذ انتخابه، وهو بحسب المعلومات سيتطرق إلى الأزمة السورية وبرنامج بلاده النووي والعقوبات المفروضة على إيران، كما يتوقع أن يتحدث عن القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي.
في الملف السوري، سيعيد روحاني تأكيد أهمية الحل السلمي، ومجدداً تأكيد وقوف طهران إلى جانب مطالب الشعب السوري. كما سيدعو المعارضة إلى القبول بحل سياسي عبر المفاوضات وبانتهاج السبل السلمية للوصول إلى أهدافهم.
روحاني سيندد في خطابه بالجماعات التكفيرية والمرتبطة بـ«تنظيم القاعدة»، موضحاً أن لا علاقة لهم بالإسلام، وسيدعو دول المنطقة والعالم إلى التعاون في مواجهتهم.
ولأن الملف السوري حاضر هذه الأيام من نافذة الملف الكيميائي، سيذكّر روحاني بموقف إيران الرافض لاستعمال هذا السلاح وضرورة جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
القضية الفلسطينية بجوانبها المتعددة، من أصل القضية وصولاً إلى الوضع الحالي سيتحدث عنها أيضاً الرئيس روحاني.
وكعادة المسؤولين الإيرانيين، سيتطرق بالتفصيل إلى الصهيونية، والفارق بينــها وبــين اليهودية، ولعلها ستــكون مناســبة ليوضــح نظــرة إيــران إلــى اليهـــود وتعاطيــها معــهم كــدين سمـــــاوي.
وفي هذا الإطار، لن يترك الرئيس الإيراني الفرصة من دون أن يشير إلى السلاح النووي الإسرائيلي ومدى الخطر الذي تمثله الرؤوس النووية الإسرائيلية على المنطقة، مع الدعوة إلى إزالتها.
من النووي الإسرائيلي، قد ينتقل روحاني إلى النووي الإيراني ليؤكد سلمية البرنامج النووي الإيراني، وأهمية أن يعترف العالم بحق إيران في الحصول على التكنولوجيا النووية السلمية، وهنا ربما يذكّر الرئيــس الشــيخ بفتــوى قائد الثورة التي تحــرّم الحصــول على السلاح النووي واستعماله.
الحديث عن النووي سيجر الحديث عن العقوبات التي تتعرض لها إيران منذ سنوات بسبب شكوك الغرب.
الكلام عن العقوبات سيتضمن شرحاً لمفاعيل الحظر على إيران وشعبها، وأن الأهداف التي وراء العقوبات لن تتحقق، بل إن طريق الحوار هو الذي يجب أن يتم سلوكه، استنادا الى التفاعل والتفاوض والتفاهم، وهنا ربما يتحدث روحاني عن انفتاح بلاده على الجميع، ورغبتها في فتح علاقات على أسس الاحترام المتبادل.
ستكون إذاً فرصة للرئيس الإيراني لتقديم سياسته الخارجية إلى العالم أجمع، وتوجيه رسائل واضحة إلى الأصدقاء والخصوم. ستكون فرصة أيضاً لكي يفرض روحاني نفسه صـــورة جديدة لإيران من على منبر الأمم المتحدة، ولعله بذلك، ومن خلفه إيران الدولة والنظام وولايـــة الفقيه، يفتح أبواباً لطالما كانت مغلقة، إن من جانب إيران أو من الجانب الآخر.