لن تسمع كلينتون من سورية إلا ما سمعه كولن باول
صحيفة الوطن السورية ـ
ميسون يوسف:
بعد تأكيد روسيا مجدداً على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن الحل في سورية لن يكون إلا بين السوريين داعياً القوى الغربية وأدواتها في المنطقة لوقف دعم الإرهاب وتسليح الإرهابيين وفرض جلوس المعارضة على طاولة الحوار في سورية.. بعد هذا التأكيد انتفضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يحركها حقدها على سورية فرفضت العرض لأنه لا يتناسب مع أهداف مشروعها الإجرامي والتي لا تتحقق إلا بسفك دماء السوريين وهدم ما بنوه وتشريد الشعب وحفر الخنادق بين شرائحه، وخلق بيئة تمنع قيام الدولة السورية القوية. هال كلينتون أن يتقدم الحل السلمي ويؤكد الشعب إرادته ويمارس قراره المستقل لذا انطلقت صارخة: إن (الولايات المتحدة لا توافق على الطريقة التي تتعامل بها روسيا مع سورية) أي إنها لا تقبل بحل سلمي يحفظ سورية، وتابعت (علينا العمل مع روسيا باتجاه عرض مشروع قرار جديد ملزم حول سورية في مجلس الأمن الدولي) أي أنها تريد العودة إلى محاولاتها السابقة ووضع سورية تحت ذلك الفصل وهو النهج الذي اتبعته مع كل دولة وضعت أميركا اليد عليها وليس آخرها العراق الذي ما زال ومنذ عقدين تحت الفصل نفسه رغم أنه احتل من أميركا ودمر باليد الأميركية ثم أبقي تحت الفصل السابع، وتتابع كلينتون: (في حال استمرت هذه الخلافات مع موسكو سنعمل مع الدول التي نتفق معها في المواقف على دعم المعارضة السورية) أي إنها تريد العمل خارج مجلس الأمن والاستمرار بإيفاد الإرهابيين وتسليحهم ومعاقبة الشعب السوري الرافض لهم، الاستمرار بالقتل والتدمير ومنع إعادة الهدوء والاستقرار لسورية حتى لا تعود وتشكل الخطر الذي يقض مضاجع إسرائيل، إرهاب تريده أميركا في سورية حتى يشغلها عن همومها الوطنية السورية والقومية العربية. وقد عبّر البابا بنديكتوس السادس عشر عن ذلك حين قال خلال زيارته إلى لبنان: إن إرسال المال والسلاح إلى سورية هو خطيئة بما يدين واشنطن وحلفاؤها.
أما ردنا على كلينتون فلن يكون إلا ما اعتادته من سورية، ما سمعه كولن بول سنة 2003، وسمعته دولتها على الدوام من محور المقاومة والممانعة، إننا على ثوابتنا صامدون وإننا لكل تضحية من أجل الدفاع عنها جاهزون، ومع ذلك نقول لها: سيدة كلينتون- يا ممثلة الدولة الراعية للإرهاب في العالم- نحن لم نفاجأ بموقفك، وقد يفاجئنا أن يصدر عنك عكسه، ونحن على قناعة تامة أنك والجبهة الإجرامية التي تقودها بلادك الآن في موقف صعب لأن عدوانكم الإرهابي بات يترنح ولن يحقق لكم ما تصبون إليه، ثم لأن أي حل سلمي للأزمة السورية سيوقف سفك الدم السوري الذي امتهنته بلادك وشركاؤها وأتباعها نعم أنت في موقف صعب أيضاً لأن أهداف مشاريعكم في تدمير الشرق الأوسط عبر النيران التي أشعلتموها بدعم أموال خدامكم من آل سعود وآل خليفة وغلمانهم من الإرهابيين المرتزقة تتساقط وإن النار سترتد عليكم لتحرق مصالحكم.. ولا أعتقد أنه قد فاتك سيدة كلينتون أن في سورية شعباً وجيشاً لم يعرفا في تاريخهم إلا النصر وسيسجل التاريخ مجدداً أن إرادة الشعوب الحية لا تهزم وسينتصر معها كل حر وشريف من أحرار العالم وشرفائه الذين وقفوا إلى جانب الحق بينما سيرسخ اسم بلادكم وملحقاتها وأذنابها من دول العدوان على سورية في سجل الإرهاب والإجرام الذي خطت بعض صفحاته السوداء في العراق وليبيا وقبلها في أفغانستان وفيتنام، بدخان ناركم العدوانية وقبلها بقنابلكم النووية في اليابان التي لن ينسى التاريخ وحشيتها.
وأخيراً أقول: كوني على ثقة أيتها السيدة التي لا تستأهل منا احتراماً أو ثقة لأننا لا يمكن أن نثق بمستعمر ومعتد أو منافق، ثقة لا نمنحها إلا لمستحق ومتى كان المستعمر والغازي يهتم بإنسانية الإنسان وبمصالح الشعوب والمجتمعات أو يحرص على مصالحها حتى يكون محل ثقة واحترام؟ ولا يثق بالمستعمر إلا جاهل وأعمى أو عميل وتابع وطبعاً سورية ليست من هؤلاء لهذا خرجت من جمعية العربان المتصهينين لتكون سيدة في مجتمع العزة والكرام والفطنة والشجاعة وهذا ما صدمك ويؤلمك أنت ومجتمع الظلم والاستعباد والعبودية.