لماذا يكره الإسرائيليون مندوب بايدن إلى المفاوضات مع إيران؟
وكالة أنباء آسيا-
ليلى عباس:
عام من الجدل رافق تعيين المبعوث الأمريكي الخاص بالشأن الإيراني روبرت مالي منذ مطلع العام الماضي حتى اليوم مع تعيينه مبعوثاً لمحادثات فيينا مع الجانب الإيراني، ما أثار موجة انتقادات داخل الكيان الإسرائيلي ضد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
مالي وهو أميركي المولد لأب يهودي الديانة قومي عربي ناصري الهوية ومصري الجنسية حلبي الأصل ، معروف بالعمل الهادئ والسري في المجال الدبلوماسي وتحديداً خلال محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية لكنه يتخذ دوماً مصالح أميركا كأولوية على عكس معظم الرسميين الأميركيين الذين يضحون بمصالح بلادهم لخدمة غايات اسرائيلية بحتة، ولطالما كان مايلي مثار تساؤل حول تصريحاته ضد مسؤولي السلطة الصهيونية، خاصة عندما اعتبر أن ما ذكره رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق إيهود باراك حول اتفاقية كامب ديفيد عبارة عن “فخ للفلسطينيين” وليس عروضاً رفضها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كما زعمت سلطة الكيان” ما جعله عدواً للوبي الاسرائيلي في واشنطن لكن خبراته الواسعة وإخلاصه للدولة العميقة في أميركا تشفع له كون المؤسسة الـميركية ترى نفسها أحرص على مصالح اسرائيل من مجانين ومغرورين بالقوة الإسرائيلية في تل ابيب ممن ينسون غالباً أن وجودهم وقوتهم وجوهر بقائهم ترتبط بالرعاية الأميركية لا العكس.
وفي السياق تستمر الأقلام العبرية في انتقاد مالي رغم تسلمه مناصب عدة في الإدارات الأمريكية الداعمة للكيان، ومنها إدارة الرئيسين السابقين بيل كلينتون وباراك أوباما، إذ عمل كمسؤول لمحادثات السلام في عهد الأول، ومستشاراً سياسياً ومسؤولا في مجلس الامن القومي في فترة حكم الثاني، ليعود حالياً بإدارة بايدن كمبعوث خاص بملف إيران. ومالي ينطلق في موقفه من إيران من قناعته العميقة بأن مصالح أميركا تقتضي توافقاً مع طهران يبدأ بالعودة إلى الاتفاق النووي لأن البديل سيكون وبالاً على المصالح الأميركية والحرب لا تخدم هدف إضعاف إيران امام إسرائيل بل قد تفتح الباب لمخاطر نووية مصدرها إيران وتطال إسرائيل.
ومؤخراً، كتب أحد الصحفيين الصهاينة قائلاً إن روبرت مالي، المبعوث الأميركي إلى محادثات فيينا، “انحنى كثيراً أمام إيران لدرجة أنه، وفقًا لأحد المسؤولين، يتحدث الآن مع طهران من موقف الإحساس بالذنب والخجل”.
وأعاد إعلاميون عبريون آخرون ما جاء في مقال سابق للسيناتور الجمهوري توم كوتون كان قد هاجم فيه مالي، واتهمه بالتعاطف مع السلطة الإيرانية والعداء لإسرائيل، مشيرين إلى أن تعيين مالي كمبعوث أمريكي مع الجانب الإيراني يمثل “أخباراً سيئة لإسرائيل”.
لم يكن موقف أشهر الصحف الإسرائيلية بعيد عن انتقاد تعيين مالي، لتتناقل عدة صحف منها جيروزاليم بوست، ما ذكره المبعوث الأمريكي خلال فترات سابقة حول اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده، وانتقاده لهذا الأمر، ليذكر صحفيون أن مالي سياسي أمريكي يكنّ العداء لإسرائيل وتعيينه للتواصل مع السلطة في طهران “ليس خبراً جيداً”.
ومن المعروف أن روبرت مالي محامٍ أمريكي من مواليد 1963, ويعد سياسياً مخضرماً عمل في اكثر من مرحلة في البيت الأبيض وهو أيضاً مختص بمساعي فض النزاعات حيث ترأس مجموعة الأزمات الدولية الخاصة لعدة سنوات حيث توسط وفريقه الدولي في العديد من الأزمات متواصلاً مع أطراف النزاعات الدولية.