لماذا تغيب التفاصيل الحقيقية لاجتماع الأمين العام للأمم المتحدة مع وفد وزير الخارجية البحريني؟
قناة اللؤلؤة:
لم يصدر عن الأمم المتحدة أي بيان رسمي حول اجتماع الأمين العام أنطونيو غوتيريز ووزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة الذي عقد في 16 مارس/آذار الجاري ما وضع علامات استفهام كبيرة لدى الجهات الإعلامية والمراقبين.
أسئلة كثيرة أمام الغموض الذي يلف هذا الاجتماع مجهول التفاصيل لم تلقى إجابات واضحة ودقيقة ما جعل من الصحفيين في مبنى الأمم المتحدة يتساءلون عن الغاية من وراء ذلك.
وكالة الأنباء الرسمية في البحرين انفردت بنشر تفاصيل شكك في فحواها المراقبين وانتقدوا صمت المنظومة الدولية تجاه ما ورد فيها خصوصا في الهجوم على المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين وما نقل من ثناء لحكومة البحرين على لسان غوتيريز نفسه.
أسئلة عديدة طرحت على المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة على مدى أيام خلال المؤتمر الصحفي لم تلقى أية إجابة بحجة عدم الإحاطة بهذا الاجتماع الرسمي الذي جرى في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وفي المؤتمر الصحفي كان السؤال يرى والإجابة عمياء دون مبرر يعتد به، سؤال أول تحدث عن قضايا حقوق الإنسان، مثل سجن الناس وعدم التعامل مع أحزاب المعارضة، وما إذا أثارها الأمين العام في هذا الاجتماع؟ ولماذا لم يخرج أي بيان قبال بيان حكومة البحرين المتوهج؟ إلا أن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك لم يملك سوى القول أنه سيرى ما إذا كان يمكنه الحصول على تفاصيل. وسؤال آخر يذكره في اليوم التالي عن هذا الاجتماع فكانت الإجابة “لقد فشلت ليس لدي شيء عن البحرين”.
الردود السلبية لم تمنع الصحفي ماثيوس روسل من تكرار سؤاله أكثر من مرة على مدى 5 أيام حول أي سبب يجعل مكتب الأمين العام لا يخرج ببيان عن اجتماعه مع البحرين؟
نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق برر ذلك أخيرا في مؤتمر اليوم 20 مارس/آذار 2017 بقوله أن: “النقطة الأساسية هي أن هناك بعض الاجتماعات التي تتطلب عملا دبلوماسيا”.
لم يقنع فرحان حق بإجابته خصوصا في الوقت الذي تواجه فيه البحرين انتقادات واسعة لسجلها الحقوقي المتدهور، ما جعل السؤال يتركز هذه المرة أكثر حول ما إذا كان الأمين العام يطلب من الأطراف الأخرى عدم الخروج ببيان حول تفاصيل الاجتماع؟ وكون البحرين قامت بقراءة طويلة جدا لم تذكر فيها شيئا عن حقوق الإنسان، لذا فإن ذلك یقود البعض لأن یقول بأن الأمم المتحدة لا ترغب في قول کلمة “حقوق الإنسان”. وسؤال آخر من أسئلة عديدة جاء: ما هي الحساسية الكبيرة في المناقشة مع البحرین التي تطلبت ألا تکون مسموعة؟
أمام هذه التساؤلات قال نائب المتحدث أن “هذا ليس صحيحا. حقوق الإنسان مهمة. إنها جزء هام جدا من عمل الأمين العام، وهي جزء هام جدا من معظم اجتماعاته مع الأطراف المحاورة. وعلى نفس المستوى، فإن عدم إصدار بيانات يساعد في بعض الأحيان أهدافنا من حيث عقد اجتماعات معينة لها نتائج ملموسة. وأعتقد أن أحد الأمناء العامين السابقين قال أنه إذا أعطيت كل تفاصيل اجتماعاتي وشاركت المكالمات الهاتفية مع الصحافة، في المرة التالية التي أرفع فيها الهاتف، فإنها تريدنا فقط أن نتحدث عن الطقس”.
إذا الكشف عن تفاصيل اجتماع وفد البحرين قد يقود للحديث عن الطقس بحسب فرحان، إلا أنه استجاب للسؤال فيما يتعلق بحقوق الإنسان بأنها مهمة وهي التي تعاني من وباء الانتهاكات المستشري وفق تعبير أنطونيو غوتيريز في افتتاح الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف.
تعابير ومصطلحات تحمل القيم النبيلة التي تنادي بها المنظومة الدولية إلا أنها تواجه موجة من الاختبارات الصعبة والعسيرة لتغيير واقع هذه الانتهاكات خصوصا في البحرين التي كرر الأمير زيد حولها جملته الشهيرة بأن قمع أصوات الشعب سيزيد من مظالمه، كلام من رئيس أعلى سلطة حقوقية في العالم يضاف إلى سلسلة تساؤلات قد لا تجد سبيلا إلى الإجابة كما هو حال “الاجتماع الصامت” إلا أنها برسم المجتمع الدولي.
عدد المشاهدات:
38
[ad_2]