لبنان ومَن لا يرحمونه ويمنعون رحمة السماء أيضاً
صحيفة الوفاق الإيرانية-
فريد عبدالله:
يعتبر لبنان الصغير بحجمه الجغرافي، والكبير بكرامة أهله الذين مرغوا أنف أعتى واجرم الجيوش الجرارة بالتراب، بلدا مميزا في الشرق الأوسط ، فهذا البلد اجبر الاحتلال الصهيوني على الاندحار والفرار فيما كانت باقي الدول العربية تعطي سيلا من الامتيازات للصهاينة اذا انسحوا من اراض عربية احتلوها.
أما الغريب في هذا الزمن هو ان يتم معاقبة لبنان على انتصاره على الصهاينة والذي يعتبر فخرا للعرب والمسلمين جمعاء، فالجميع يعلمون كيف تعرض لبنان الى مؤامرة اقتصادية ومالية سعودية اميركية صهيونية خلال السنوات القليلة الماضية لمحاربة اللبنانيين في لقمة عيشهم ليتخلوا عن مقاومتهم، لكن هيهات.
يصنف تقرير مرصد الاقتصاد اللبناني والذي صدر عن البنك الدولي في حزيران 2021 ان الازمة الاقتصادية والمالية اللبنانية من المُرجّح أن تُصنّف ضمن أشد عشر أزمات وربما إحدى أشد ثلاث أزمات، على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، ان قضية سحب الودائع من المصارف اللبنانية وتجميد الاموال اللبنانية في المصارف الخارجية وكسر قيمة العملة اللبنانية كانت هدية الى الكيان الصهيوني ومحاولة لاحداث حرب داخلية جديدة في لبنان ولولا وعي اللبنانيين لنجح المتآمرون في مخططاتهم.
وفي أحدث حلقات السخرية السياسية يتم تخويف لبنان من قبول “هبة” ايرانية من الفيول لسد العجز في انتاج الكهرباء، بأن لبنان في هذه الحالة سيتعرض لعقوبات اميركية وغربية و … وهل قدم هؤلاء بديلا للبنان من مصادر الطاقة ؟
وقد حذّرت مؤسسة كهرباء لبنان قبل أيام من العتمة الشاملة بحال لم تصل الى لبنان بواخر الفيول خلال شهر آب، علماً أن نسبة كبيرة من اللبنانيين يعيشون بعتمة شاملة منذ أشهر، فمنهم من يحصل على ساعة تغذية كل 24 ساعة، ومنهم من لا يحصل على شيء لخمسة أيام متوالية.
لقد زودت ايران لبنان بكميات من المحروقات في السابق شكلت متنفسا لازمة خانقة تم فرضها على الشعب اللبناني وهناك من الساسة في لبنان من يفضلون عدم تعرض حساباتهم الشخصية في المصارف الغربية للعقوبات على بقاء مواطنيهم من دون كهرباء ، وهنا الفرق بين من يضحي بدمه وروحه في سبيل الوطن ومن ….
يقول وزير الطاقة اللبناني وليد فياض في احدث تصريحاته بانه قد حزم حقائبه للتوجه الى طهران في انتظار تفويض رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، له للذهاب إلى إيران والموافقة على هبة الوقود الإيرانية، والحقيقة ان الوزير فياض لم يأل جهدا منذ البداية من اجل حل ازمة الكهرباء في بلاده ورحب “بأيّ هبة تأتي من دولة صديقة في العالم”.
يقول سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “للأسف الشديد، ليس هناك جرأة سياسية في لبنان لاتخاذ هذه الخطوة، نتيجة الخوف من العقوبات الأميركية على الأشخاص وعائلاتهم”.
ان على السياسيين في لبنان ان يغلبوا مصالح الشعب اللبناني الأبي على المصالح الشخصية الضيقة ، فان كثر اعداء لبنان والمتربصين به وحساده، فهناك ايضا حكومات اسلامية وعربية وطنية تقدر وتثمن تضحيات لبنان وشعبه للحفاظ على كرامة الأمة، واذا لا يريد هؤلاء ان يرحموا لبنان فليبتعدوا ولا يمنعوا رحمة السماء.