لا غرابة في كيان قائم على الإرهاب
صحيفة الوطن العمانية ـ
رأي الوطن:
ليس غريبًا على كيان احتلالي عنصري إرهابي أن يمارس الإرهاب ويرتكب جرائم الحرب ضد المدنيين العزل ويبيد أصحاب الحق الذين اغتصب حقوقهم، ويستخدم شتى الوسائل العسكرية والسياسية والإعلامية لإسكات أصوات الحق، وليس غريبًا على كيان احتلالي عنصري إرهابي حاقد أن يقطع الأيادي الممتدة له بأغصان الزيتون وهو الذي يصبح ويمسي بعسكره وقطعان مستوطنيه يقطع أشجار الزيتون “رمز السلام”. كما أنه ليس مثيرًا للدهشة أن يرتكب جرائم حربه باستباحة دماء الأبرياء ويجعل من الأرض التي اغتصبها ميدانًا عامًّا لإعدام أصحابها الحقيقيين أمام مرأى ومسمع ما يسمى المجتمع الدولي الذي يدعي الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان ويتشدق بالديمقراطية وفي مناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وبعد ساعات من تأكيد منظمة العفو الدولية أن كيان الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب في عدوانه الإرهابي الأخير على قطاع غزة.
وإذا كان كيان الاحتلال الإسرائيلي قد أضاف في سجله الإجرامي الإرهابي بقمع فعالية فلسطينية لزراعة أشجار زيتون في بلدة ترمسعيا والاعتداء على الوزير الفلسطيني زياد أبو عين رئيس هيئة مقاومة جدار الفصل العنصري والاستيطان، إنما يعطي هذا الكيان الإرهابي دليلًا إضافيًّا على حقيقة تركيبته العنصرية الإرهابية، ويؤكد على حقيقة الواقفين خلفه والداعمين له والمتحالفين معه استراتيجيًّا، ويُعرِّي زيف مواقفهم مما يدعونه من اهتمام بعملية السلام وحل الصراع العربي ـ الإسرائيلي، بل إن السكوت عن هذا العدوان الإرهابي والجريمة النكراء في وضح النهار وعلى مرأى العالم بأجمعه تعطي مزيدًا من الدلالة على تأييدهم المطلق لهذا الكيان الإرهابي في كل ممارساته وجرائمه، وأن طلب عرَّاب الاحتلال الإسرائيلي جون كيري وزير الخارجية الأميركي لقاء المتطرف بنيامين نتنياهو على عجل في روما الاثنين المقبل على خلفية هذه الجريمة النكراء وتصاعد الغضب الفلسطيني يؤكد ما سقناه آنفًا، فالعرَّاب الأميركي أصبح يجمع بين عمل السمسرة والإطفاء؛ تارة يسمسر للاحتلال الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وعلى حساب المنطقة واستقرارها، وتارة يتدخل لإطفاء الحرائق التي يشعلها الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من صعيد.
وما من شك أن العرَّاب الأميركي يحاول توجيه اللوم إلى المأزوم داخليًّا والمريض نفسيًّا نتنياهو لسماحه بارتكاب هذه الجريمة في هذا الوقت الذي يعمل فيه الأميركي على بناء تحالف جديد في المنطقة يكون فيه كيان الاحتلال الإسرائيلي عضوًا مباشرًا إن لم تكن له القيادة فيه، وإزاء ذلك حث كيري الكونجرس الأميركي على تشريع التدخل العسكري خارج حدود العراق وسوريا، وبالتالي يحاول كيري تلافي أي معوقات نحو ذلك كقيام انتفاضة في القدس المحتلة والضفة الغربية جراء جرائم الحرب الإرهاب والتدنيس والاستيطان التي يقوم بها كيان الاحتلال الإسرائيلي، أو توَهُّم تغير موقف بعض العرب العازمين على التحالف مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، أو على أقل تقدير، وقف السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مع المحتلين الإسرائيليين.
إن هذه الجريمة الجديدة مثلما تضع مسؤوليات كبيرة على السلطة الفلسطينية في تخاذلها عن ردع الاحتلال الإسرائيلي عبر المؤسسات الدولية مثل محكمة الجنايات الدولية، تسلط الضوء على الانتكاسة التي يعانيها الوضع العربي بتآمر بعض المحسوبين على العروبة ضد قضايا الأمة ومصالحها.