لا أصدقاء للشعب الفلسطيني!

jaafar-sleem-palestine-friends

موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:
في الكوكب الذي نعيش فيه، يبلغ عدد سكان العالمين العربي والإسلامي حوالي مليار ونصف المليار نسمة، ولديهم قضايا إنسانية لا تعدّ ولا تحصى، وأهمها التنمية لمواجهة الفقر والأمية، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
من هذه القضايا: القضية الفلسطينية التي عرفت تعاطفاً عربياً وإسلامياً قلّ نظيره، لما تشكله من حضور خاص في الوجدان الإنساني، وجوهرها القدس، القبلة الأولى للمسلمين، والمسجد الأقصى، الذي ذُكر في القرآن الكريم في وصف ليلة إسراء الرسول الاكرم (ص) من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى، في مشهد يثبت للقاصي والداني أن البوصلة يجب أن تكون من هذه الجهة إلى ذلك الإتجاه.
في حين تخرج علينا اليوم، فئة من المسلمين لحرف البوصلة باتجاه آخر، لا علاقة له لا بوجدان ولا دين ولا طائفة ولا مذهب.
منذ إعلان الصهاينة عن دولتهم في أرض فلسطين، عُقدت عشرات المؤتمرات العربية على مستوى القمة أو وزراء الداخلية والخارجية وغيرها، لم نسمع منهم تهديداً واحداً يشير إلى تحرك عسكري يهدد فيه الكيان الصهيوني ولو من بعيد، وبالرغم من الاعتداءات الصهيونية على مختلف الدول العربية واحتلال أجزاء منها، كالجزر السعودية والجولان السوري ومزارع شبعا وصحراء سيناء والأغوار في الاردن .
بينما، ومنذ خمس سنوات، أطنان من الأسلحة تُشحن إلى سوريا، مدفوعة الثمن بعشرات المليارات من الدولارات، مدعومة بمئات التصريحات الداعمة لما يسمى بالثورة السورية، وعقدت مئات اللقاءات والمؤتمرات في فنادق خمس نجوم تحت عنوان “أصدقاء الشعب السوري”، في وقت يترك الشعب الفلسطيني الجبار وحيداً في مواجهة المحتل الصهيوني، ومدافعا بالحجر والسكين عن حرم المسجد الأقصى (القبلة الأولى).
لسان حال الصابرين والمحامين عن المسجد الاقصى اليوم يختلف عن السؤال التاريخي المكرر منذ خمسة وستين عاما، أين العرب؟ اليوم يصرخون بوجه العرب: لا نريد منكم سوى وقف التآمر علينا لإخضاعنا وقبول الاستسلام والاعتراف بأن “إسرائيل” صديقة، وفرض وجهة نظر جديدة بعناوين قومية وطائفية ومذهبية تقول إن جزءاً من الشعب العربي والاسلامي، في سوريا واليمن والعراق ولبنان وإيران، أعداء لنا ويجب مواجهتهم، وجرّنا إلى حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ونتيجتها معروفة مسبقاً، وهي الخراب الدمار وضياع القدس وباقي العواصم العربية.
*عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.