كي لا ننسى.. مجزرة باص الأطفال في ضحيان؛ القرار سعودي والسلاح والدعم أمريكي
موقع قناة المنار-
عدنان علامة:
خلال بحثي عن مصدر معلومات مستقل عن المجزرة لم أصدق ما قرأت حين اعتبر المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في التحالف السعودي بأن باص أطفال ينقل تلامذة تعلم القرآن الكريم “هدف عسكري مشروع”. وللتذكير فإن أي عدوان تنفذه أية طائرة من طائرات العدوان يمر بعدة مراحل :
1- الإستطلاع
2- المعلومات الإستخبارية الميدانية
3- إعطاء الأمر بالتنفيذ
4- التواصل المباشر مع غرفة العمليات للإفادة بأية مستجدات حين التنفيذ
5- التأكيد من غرفة العمليات بشكل نهائي أو عدمه لشن العدوان
وبناءً عليه فإن المجزرة نفذت عن سابق ترصد، إصرار وتصميم. وإليكم التفاصيل:
(المصدر ويكيبيديا):
“في 9 آب/أغسطس من عام 2018، قصفت قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية حافلة مدرسية في سوق مزدحمة في ضحيان داخل محافظة صعدة في اليمن بالقُرب من الحدود مع السعودية. قُتل خلال الهجوم 29 طفلا على الأقل ما دُونَ الخمسة عشر سنة،بل إنّ معظمهم تحت سن العاشرة. ارتفعت حصيلة القتلى في وقت لاحق حيث وصلت -حسب المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية- إلى 50 شخصًا”.
*وحصل تضارب في الآراء داخل القيادة السعودية بحيث وصل محققون سعوديون إلى نتيجة مفادها أن “الضربة على حافلة التلاميذ في صعدة غير مبررة” في نفس الوقت الذي أدعى فيه المتحدث بإسمهم بأن الضربة كانت “هدفاً عسكرياً مشروعاً”.
ففي 1 أيلول 2018 وصف المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في التحالف السعودي الضربة الجوية على حافلة تلامذةٍ في اليمن الشهر الماضي بغير المبرّرة، مضيفاً أنها كانت هدفاً عسكرياً مشروعاً، وأنّ أمراً صدر بعدم استهدافها لتواجدها بين مدنيين لكنه أتى متأخراً. (التبرير يناقض بروتوكول تنفيد الضربات الجوية من غرفة العمليات).
وقد ادى الهجوم إلى إستشهاد أكثر من 52 شخصاًَ معظمهم من الأطفال وجرح أكثر من 70 شخصًا داخل السوق.
وقد وصف المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في التحالف السعودي منصور المنصور الضربة الجوية على حافلة تلامذةٍ في اليمن الشهر الماضي “بغير المبرّرة”.
وأشار المتحدث في مؤتمر صحافي إلى “أنّ الضربة تمّت بناء على معلومات استخبارية، وأن الحافلة كانت هدفاً عسكرياً مشروعاً”، مضيفاً أنّ “أمراً صدر بعدم استهداف الحافلة لتواجدها بين مدنيين لكنه أتى متأخراً”.
وإذّ طالب بمحاسبة المتسببين في الأخطاء في غارة ضحيان بصعدة شمال اليمن، قال إن “الهدف المذكور لم يكن يشكّل خطراً آنياً على قوات التحالف”.
فهذا المتحدث الفذ قد جمع النقيضين.
وأما وزير “الدفاع” الأميركي حينها جيمس ماتيس قال بعيد المجزرة إنه كلَّف قائداً عسكرياً بالتوجه إلى الرياض لتقصّي ما جرى في حادثة حافلة الطلاب والعمل على اتخاذ تدابير في المستقبل لتفادي تكرار حدوث ذلك.
وأفادت شبكة “سي أن أن” الأميركية بأن الصاروخ الذي استخدمته السعودية لاستهداف حافلة الطلاب في اليمن كان من صنع أميركي، بزنة 227 كيلوغرام موجّه بأشعة الليزر.
وكشفت الوكالة أن الصاروخ الذي استخدمه التحالف السعودي، بيع كجزء من صفقة الأسلحة التي وافقت عليها وزارة الخارجية الأميركية مع السعودية.
وبناءً عليه فإن المجزرة نُفِّذت بدم بارد بقرار رسمي سعودي وبسلاح امريكي أستخدم لقتل الأطفال المدنيين العزَّل؛ الأمر الذي يخرق الدستور الأمريكي الذي ينص على إستعمال السلاح فقط للدفاع عن النفس . وقد شكل ترامب مظلة ضغط أمريكية تمنع أية مساءلة دولية له ولمحمد بن سلمان.
وفي المحصلة فإن مجزرة ضحيان ترقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية ولا تسقط بالتقادم.