كيف ينظر #السلفيون و #الجماعة إلى مبادرة #نصر_الله الأخيرة؟
قاسم قصير – صحيفة السفير
لا تزال الدعوة التي اطلقها الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله لـ «داعش» و «جبهة النصرة» وغيرهما من الجماعات المتطرفة المقاتلة في سوريا والعراق لوقف القتال والتوجه الى التسوية والحوار، محور نقاش في بعض الاوساط الاسلامية في لبنان والمنطقة، وذلك بهدف دراسة كيفية التعاطي مع هذه الدعوة وامكان ترجمتها الى مبادرات عملية تواكب التطورات الجارية في سوريا والمنطقة.
وفي هذا الاطار، علم أن مبادرة السيد نصرالله كانت محور تقييم في لقاء علمائي شهدته مدينة طرابلس في الأسبوع الماضي وحضره حوالي 15 عالما من معظم الاتجاهات الاسلامية، كانوا بمعظمهم من المرحبين بأي حوار اسلامي ـ اسلامي شرط الا تكون هناك اي شروط مسبقة.
وقال المسؤول السياسي لـ «الجماعة الاسلامية» في بيروت عمر المصري لـ «السفير» ان خطاب السيد نصرالله الأخير، في مهرجان بنت جبيل، «قد شهد تحولا في النظر الى فصائل الثورة السورية وما حمله من دعوة لفتح باب التواصل مع هذه المجموعات والتي كانت توصف سابقا بانها جماعات تكفيرية، ونحن كنا نؤكد دائما ان الازمة السورية لا يمكن ان تعالج الا من خلال الحل السياسي».
واضاف المصري: «نحن ندعو جميع الذين تورطوا في الحرب السورية ومنهم حزب الله للتوقف عن الايغال في هذه المعركة التي تؤدي الى تدمير سوريا واستفادة الاطراف الدولية والاقليمية منها». ورأى ان خطاب السيد نصرالله الاخير «يشكل خطوة ايجابية، لكن يجب ان تترجم الى خطوات عملية وان لا تبقى في الاطار الإعلامي، وهناك خطوتان اساسيتان يجب البدء بهما وهما، أولا، وقف شيطنة ثورة الشعب السوري وثانيا، العمل لجدولة الانسحاب من سوريا والعودة الى الداخل اللبناني».
واعتبر المصري ان المطلوب دعم التسويات التي يتم العمل من اجلها وان «الجماعة الاسلامية» التي لديها تواصل مع بعض القوى والمجموعات الاسلامية السورية جاهزة لاي عمل يخدم التسوية، وأكد أن «الجماعة» نفسها تعاني من المجموعات المتشددة.
وبين الموقف المبدئي والايجابي وغير المشروط لعلماء طرابلس من دعوة السيد نصرالله للحوار والشروط التي تضعها «الجماعة الاسلامية» من اجل تحويل هذه المبادرة الى خطوات عملية، يبدو ان الساحة الاسلامية في لبنان والمنطقة بدأت تشهد حراكا اوليا لدراسة كيفية مواكبة المتغيرات في المنطقة وإمكان الوصول الى تسويات سياسية تحاصر المجموعات المتشددة او تدفعها لاعادة النظر في مواقفها قبل ان تدفع هي ثمن المتغيرات الدولية والاقليمية المتسارعة.