كيف تتحوّل الشيخوخة إلى عدوٍّ للأسنان؟
تطرأ على فئة المسنين الكثير من التغيّرات الفيزيولوجية، التي تتعلّق بالتقدّم بالعمر، منها تغيّرات مرضية، بسبب الأمراض المزمنة أو اضطراباتٍ في الحواس، وتحدث لديهم أيضاً تغيّرات فموية منها المرتبط بالتقدّم بالعمر ومنها المرتبط بالأمراض المزمنة.
ويعتمد تأثير الشيخوخة على الأسنان واللثّة على مدى العناية بها في مرحلة الشباب، وحتى مع الحرص على تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط، وقد يشعر المسن بأنّ فمه يزداد جفافاً، مع تراجعٍ في لثّته، ومن الممكن أنْ تلوّن الأسنان بلونٍ داكنٍ بعض الشيء، وتصبح أكثر هشاشةً وعرضةً للكسور.
ومع التقدّم في السنّ تحدث الكثير من التغيّرات في جسم الإنسان، منها تغيّرات تحدثُ بصورةٍ طبيعيّةٍ نتيجة للتقدّم في السن، ومنها تغيّرات مرضية تحدث نتيجة لأسبابٍ عدة أهمّها الإهمال في صحّة الفم، وكمثالٍ للتغيّرات الطبيعية التي تحدث في الجسم بصورةٍ عامّة نتيجةً للتقدّم في السنّ، منها، نقص كمية السوائل في الجسم عن المستوى الطبيعيّ، وضعف في عددٍ كبيرٍ من الحواسّ الطبيعيّة، وتغيّرات في الحالة النفسيّة وزيادة نوبات القلق، ونقص في عملية الأيض (التمثيل الغذائي) ما يؤدّي إلى نقصٍ في مستوى المعادن والفيتامينات والبروتينات في الجسم بصورةٍ عامّة، وبدورها تؤدّي هذه التغيّرات إلى ضعفٍ في الجهاز المناعي، وبالتالي عدم القدرة على مقاومة الأمراض بصورةٍ فاعلة؛ لذلك يجب على المسنّ الاهتمام بالتغذية السليمة، والحرص على تناول المكمّلات الغذائيّة المناسبة بعد إجراء الفحوص الدوريّة واستشارة الطبيب.
من التغيّرات الفموية المرافقة فقدان مرونة الغشاء المخاطيّ الفموي، وتناقص إفراز اللعاب ما ينجم عنه جفاف الفم، وتراجع اللثة، وامتصاص العظم السنخي، وأيضاً فقدان تدريجيّ لسطح الميناء مع زيادةٍ في اصفرار الأسنان، بسبب زيادة تشكّل العاج الثانويّ، إلى جانب تناقصٍ في حجم الحجرة اللبيّة، وبالتالي تقلّ الأعصاب والأوعية الدموية المغذّية للسن، ما يجعله هشّاً سهل الانكسار مع زيادة في تآكل سطح الأسنان، وتتزايد نسبة التسوس في منطقة الجذور، بسبب انحسار اللثّة، كما تظهر مشاكل في المضغ والمفصل الفكّي الصدغي، إضافةً إلى حدوث تقرّحاتٍ في الفم عند المرضى، الذين يضعون أجهزةً متحرّكة “أطقم” وأيضاً الإصابة بفطريات الكانديدا، وحدوث التهاب الفم الزاوي.
وتنجم قروح طقم الأسنان عادةً عن عدم ملاءمته للفم، فإنّ استعمال الطقم لفترةٍ قبل أنْ تبدأ القروح بالظهور، قد يشير التهيّج إلى حدوث تغيّرٍ في الطقم أو في تراصف الفم، فعند تغيّر الوزن مثلاً، يجب تعديل مقاس طقم الأسنان، ومن ناحيةٍ أُخرى، يمكن للقروح أنْ تنتج عن بقايا الطعام العالقة بين الأسنان، وفي حالاتٍ نادرة، تشير قروح الفم المتكرّرة إلى مشكلةٍ صحّية غير ظاهرة.
ونظراً لانتشار الأطقم المتحرّكة والثابتة لدى هذه الفئة العمرية، يجب تنظيف الأطقم بعد الأكل مباشرةً لإزالة بقايا الطعام، وتتمّ هذه العمليّة باستخدام فرشاة أسنان عادية أو خاصّة بتنظيف الأطقم مع استخدام مطهّراتٍ خاصّة بالأطقم المتحرّكة، كما يجب حفظ الطقم في سائلٍ مخصّص لحفظه بعد التأكّد من نظافته بصورةٍ جيّدة قبل النوم مباشرةً.
أمّا في حالة حدوث كسرٍ أو شقٍّ للطقم يجب مراجعة طبيب الأسنان لإصلاح المشكلة بصورةٍ سليمة، وفي حالة عدم ثبات الطقم في الفم يمكن استخدام معاجين لاصقة مخصّصة لزيادة ثبات الأطقم لتجنّب حدوث تقرّحاتٍ في الفم نتيجة حركة واحتكاك الطقم مع أنسجة الفم المختلفة.
وينصح خبراء، بأهمّية إطلاع طبيب الأسنان على جميع الأمراض التي يعاني منها المسنّ “ضغط الدم، السكّري، أمراض الكلى والكبد وأمراض القلب والشرايين”، والأدوية التي يستخدمها، كي يتمكّن طبيب الأسنان المعالج من وضع خطّةٍ علاجيّةٍ متكاملة ولتجنّب حدوث أيّة مضاعفاتٍ أثناء العلاج أو حدوث تداخلاتٍ دوائية.