قيادة الولايات المتحدة تفقد توازنها في سوريا
“قيادة الولايات المتحدة تفقد توازنها في سوريا”، عنوان مقال إيغور سوبوتين، في “نيزافيسيمايا غازيتا، عن أن واشنطن تحاول الحفاظ على علاقاتها مع أنقرة والأكراد في الوقت نفسه.
وجاء في المقال أن الولايات المتحدة تحاول تحقيق توازن في الوضع مع الهجوم التركي على عفرين التي يسيطر عليها الأكراد السوريون. فقد وصل وفد أميركي إلى أنقرة لبحث المشاكل في العلاقات بين الشريكين في حلف شمال الأطلسي اللذين كانت مواقفهما متقاربة بخصوص سوريا.
وواشنطن مضطرة للحفاظ على ماء وجهها أمام القوات الكردية.
وفي الشأن، نقلت “نيزافيسيمايا غازيتا” عن فيليب كراولي مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق في الفترة 2009-2011، قوله للصحيفة إن الأكراد لا يزالون جزءا من المفهوم الأمريكي للمنطقة، و “إن إدارة ترامب، مثل إدارة أوباما، حددت مصالح الولايات المتحدة بتدمير دولة الخلافة. وإلى حد كبير، تم تحقيق ذلك. لقد كان القرار، في رأيي-القول لكراولي- صحيحا، بدعم قوات سوريا الديمقراطية لتعزيز الأراضي الكردية التي تم تحريرها من الدولة الإسلامية”.
ومع ذلك-يضيف المقال- لا يمكن للمرء إلا أن يلاحظ أن أي محاولة من الولايات المتحدة للتنازل أمام تركيا تقوض ثقة التشكيلات الكردية، التي لا تزال حقا نقطة الارتكاز الوحيدة لواشنطن على الأراضي السورية. وعلى الأرجح، فعلاقة واشنطن مع ما يسمى بالمعارضة المعتدلة قد انقطعت بالفعل. وهناك توافق على هذه الأطروحة في أوساط الخبراء الغربية والروسية.
وفي الصدد، قال يزيد صايغ، الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، لـ “نيزافيسيمايا غازيتا” إن الولايات المتحدة خفضت بالفعل معظم الدعم المادي لفصائل المعارضة أو تقريبا كله، ويبدو أن لديها تفاعلا ضئيلا مع المجموعات والمنصات غير الكردية. وأضاف أنه لا يعتقد بأن الولايات المتحدة لديها استراتيجية سياسية حقيقية لسوريا, ولذلك، فمن غير الواضح كيف ستستخدم وجودها المادي في الشرق السوري لإجبار نظام الأسد على قبول شروط التسوية السياسية البناءة.
وأضاف أن ذلك يمكن أن يعني أمرين. فمن جهة، لن تكون الولايات المتحدة قادرة على استخدام المعارضة غير الكردية لغاياتها الخاصة. ومن ناحية أخرى، إذا حافظت واشنطن على وجودها المادي لفترة كافية، فإن المعارضة غير الكردية سوف تتاح لها الفرصة لإعادة تنظيم نفسها لتصبح لاعبا هاما.
واستبعد أن يكون السيناريو الأخير ممكنا، ولذلك فان الديناميات السياسية ستتركز أساسا على المفاوضات والتنافس بين الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وحكومة الأسد والأكراد.