قطاع غزة: مشاريع فلسطينية تسابق الزمن لإيواء أصحاب المنازل المدمرة قبل حلول الشتاء
وكالة الأنباء الكويتية ـ
غزة ـ من وسام ابوزيد:
مع اقتراب فصل الشتاء والدخول في اجواء المنخفضات الجوية التي أعلنت عنها الأرصاد الجوية الفلسطينية قبل ايام يعيش الفلسطينيون أصحاب المنازل المدمرة جزئيا أو كليا لحظة ترقب وانتظار هي الاولى بعد الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة.
وتحتاج المنازل المدمرة كليا وجزئيا الى الإسمنت وبعض مواد البناء لترميمها من نوافذ مهشمة وجدران مهدمة بعد 51 يوما من حرب إسرائيلية أسفرت عن تدمير نحو تسعة آلاف منزل بشكل كامل وثمانية آلاف منزل بشكل جزئي في مختلف انحاء قطاع غزة وفق إحصائيات أصدرتها وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) رسميا البدء في توفير بعض المبالغ المالية التي تمكن آلاف العائلات المهجرة في مدارسها لاستئجار مسكن أو مساعدة بعض أصحاب المنازل المدمرة جزئيا في محاولة لمساندتهم ووقايتهم من برودة الأجواء في فصل الشتاء.
وأوضحت (اونروا) في بيان رسمي أن قيمة إيجارات المنازل تتراوح بين 200 و250 دولارا شهريا بحسب عدد أفراد الأسرة.
ومن جانبها أطلقت الهيئة العربية والدولية لإعمار قطاع غزة التي انشئت بعد حرب عام 2008 بدعم من نقابة المهندسين الأردنيين بالتعاون مع منتدى رجال أعمال فلسطينيين ونقابة المهندسين في قطاع غزة حملة للاغاثة والإيواء العاجل للمتضررين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال رئيس الهيئة العربية والدولية لإعمار غزة كنعان عبيد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) هنا إن هيئته تقوم بإنجاز ثلاثة مشاريع رئيسية تتمثل في هدم المنازل الآيلة للسقوط وترميم منازل أخرى متضررة جزئيا بجانب توفير بعض البيوت المتنقلة (كرفانات) للأسر الفلسطينية.
وأفاد عبيد بأن هيئته قامت بتعاون مع وزارة الاشغال العامة والإسكان بإزالة بعض المباني التي تشكل خطرا على حياة المواطنين المتواجدين بالقرب منها خوفا من أن يحدث لها انهيار مفاجئ.
وبشأن عملية الترميم قال إنهم مازالوا بانتظار إدخال مواد البناء ليتم مباشرة العمل والبدء في بناء المنازل التي دمرها الاحتلال.
وأضاف انه تم البدء في مشروع توفير منازل متنقلة للايواء (كرفانات) صنعت محليا في قطاع غزة مؤكدا أن المشروع انطلق من خلال تصنيع ألف وحده سكنية بتكلفة مليوني دولار ليتم توزيعها على المواطنين الذين نزحوا من بيوتهم خلال العدوان.
وأشار الى انه تم الانتهاء من المرحلة الاولى من خلال توزيع 400 وحدة سكنية متنقلة في المناطق الحدودية بمدينة بيت حانون شمال قطاع غزة حسب طلب المواطنين.
ومازال المواطنون الفلسطينيون ينتظرون إشارة البدء الفعلي بإعادة إعمار منازلهم المهدمة وسط شكوك بأن تصبح أحلامهم حقيقة في ظل شروط الاحتلال الإسرائيلي لدخول مواد البناء الى قطاع غزة بإشراف دولي وتحكمه بمعبر (كرم أبو سالم) التجاري.
ويرفض مواطن فلسطيني يدعى فريد النجار دمر الاحتلال الاسرائيلي منزله أن يقتني منزلا متنقلا قائلا إنه لا يلبي احتياجاته على الإطلاق لأن أسرته مكونة من تسعة أفراد ما يؤدي الى صعوبة العيش في غرفة مساحتها ثلاثة أمتار فقط.
وأضاف النجار أن مثل هذه المنازل المتنقلة لا تلبي سوى احتياجات الأسر الصغيرة.
وقال إنه من المستحيل العيش في هذه المنازل مفضلا العيش تحت الشمس وتحت المطر مشددا على أن اللجوء إلى (كرفانات) سيؤدي إلى تأخير عملية الإعمار.
لكن مواطنا فلسطينيا آخر يدعى ماجد العجلة بدأ على حسابه الخاص بترميم منزله واغلاق بعض النوافذ بأغطية بدائية بدلا من الزجاج خوفا من أن تصيبه وأسرته أمراض ناجمة عن برودة الأجواء القادمة خاصة في ظل ضبابية يصفها بالمقيتة حتى تتم إعادة الإعمار وتعويض أصحاب المنازل المدمرة.
ومع توقف الاعمار في قطاع غزة تتوقف معه عجلة الصناعة الفلسطينية التي تضررت بشكل كبير في الحرب الإسرائيلية لتزداد أعداد العاطلين ونسبة الفقر بين الفلسطينيين.
وفي حال دخول مواد البناء فعلا فإن هيئات فلسطينية مستقلة تؤكد أنه سيتم تشغيل ما بين 150 ألفا و200 ألف عامل في مجالات مختلفة ما سيقلل أيضا الفقر في قطاع غزة.